تجارة قریش فی القرآن و الشعر

عبدالمتعال الصعیدی

نسخه متنی -صفحه : 3/ 2
نمايش فراداده


  • و لله صعلوك صفيحة وجهه كضوء شهاب القابس المتنور

  • كضوء شهاب القابس المتنور كضوء شهاب القابس المتنور

و قد روى الاخفش عن ثعلب عنابن الاعرابى قال: حدثنى أبو فقعس قال: كان عروة بن الورداذا أصابت الناس سنة شديدة تركوا في دارهم المريض و الكبير و الضعيف، و كان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من دونالناس من عشيرته في الشدة، ثم يحفر لهم الاسراب، و يكنف عليهم الكنف، و يكسيهم، و من قوى منهم - اما مريض يبرأ من مرضه أو ضعيف تئوب قوته - خرج، به معه فأغار، و جعل لاصحابهالباقين في ذلك نصيباً، حتى اذا أخصب الناس و ألينوا و ذهبت السنة ألحق كل انسان بأهله، و قسم له نصيبه من غنيمة ان كانوا غنموها، قربما أتى الانسان منهم أهله و قد استغنى،و ضاقت حال عروة في بعض السنين فقال:


  • لعل ارتيادى في البلاد و بغيتى سيدفعنى يوماً الى رب هجمة(1) يدافع عنها بالعقوقو بالبخل

  • و شدى حيازيم المطية بالرحل يدافع عنها بالعقوقو بالبخل يدافع عنها بالعقوقو بالبخل

فزعموا أن الله قيض له في شتاء شديد ناقتين دهماوين، فنحر لعشيرته احداهما، و حمل متاعهم و ضعفاءهم على الاخرى، و جعل يتنقل بهم من مكان الى مكان، الىأن نزل بهم بموضع يقال له ماوان، فقيض الله له رجلا صاحب مائة من الابل، قد فر بها من حقوق قومه، و ذلك أول ما ألين الناس، فقتله و أخذ ابله و امرأته، و كانت من أحسن النساء،فأتى بالابل أصحاب الكنيف فحلبها لهم، و حملهم عليها، حتى اذا دنوا من عشيرتهم أقبل يقسمها بينهم، و أخذ مثل نصيب أحدهم.

و انه لجميل من عروة أن يعنى بالمريض والكبير و الضعيف، و أن يسعى لهم فيما يقوم بحاجاتهم، ولكنه لا يحمد له أن يكون سعيه لهم بالتلصص و السطو على أموال الناس، فمثل هذا هو الذي أضعف أمر العرب قبل الاسلام، ونشر الجوع

(1) الهجمة: المائة من الابل.

/ صفحة 423/