لکن قال شیخی (5)

محمد الطنطاوی

نسخه متنی -صفحه : 5/ 2
نمايش فراداده

أبو الاسود الدؤلي و الحطيئة و خالد ابن صفوان، يمدح بها الحجاج بن يوسف الثقفي و يعرض فيها بعبد الله بنالزبير رضي الله عنه، يقول فيها قبل الرجز المذكور:


  • أو تَردِى حوض أبي محمد أو يَنْجحر فالجحر شر محكد قدني من نصر الخبيبينقدى(1)

  • ليس الامام بالشحيح الملحد قدني من نصر الخبيبينقدى(1) قدني من نصر الخبيبينقدى(1)

و هو رجز جانف فيه الحق و مالا به الباطل، و الناس مذ كانوا عبيد الدينار و الدرهم، استذلتهم مطامعهم، فطالت ألسنتهم و لم يتحرجوا من ثناء على جائر و النيل منأروع طاهر:

و حضرتني بهذه المناسبة حادثة لها مغزاها و مرماها، هي أن عمران بن حطان السدوسي الخارجي و كان رأس القعد من الصفرية و خطيبهم و شاعرهم، مر على الفرزدق، وهو ينشد شعراً يمدح فيه و يفدح متحيفاً على من يثلبه، آفكاً في إطرائه على من يأمل فيه، فوقف عليه و قال:


  • أيها المادح العباد ليعطي فاسأل الله ما طلبت إليهم لاتقل للجواد ما ليس فيه و تسم البخيل باسم الجواد

  • إن لله ما بأيدى العباد و ارج فضل المقسم العواد و تسم البخيل باسم الجواد و تسم البخيل باسم الجواد

فبهت الفرزدق و قال: لولا أن الله عزوجل شغل عناهذا برأيه للقينا منه شراً.

إن الفرزدق و عمران مختلفا الاتجاه و النزعة، فأبو فراس شاعر الهوى و الشهوة و أبو سماك شاعر العقيدة المتغالي فيها على دينه و طريقته.

/ صفحه 402/

و هنا ينبغي العود إلي المقام الذي كنا فيه فقول: إن هذا الرأي السابق للفراء، فالمبرد اقتصر عليه النسفي، و لم يزد عليه فقال في تفسيره شارحاالياسين (أي الياس و قومه المؤمنين كقولهم الخبيبون يعنى أبا خبيب عبدالله بن الزبير و قومه) ـ

1- أو تردى: خطاب للناقة، أبو محمد: كنية الحجاج:الملحد: الظالم في الحرم، ينجحر: يدخل الحجر، محكد: ملجأ، يريد أنه عائذ بالحرم لا يستطيع أن يخرج إلي الحل.