أبو الاسود الدؤلي و الحطيئة و خالد ابن صفوان، يمدح بها الحجاج بن يوسف الثقفي و يعرض فيها بعبد الله بنالزبير رضي الله عنه، يقول فيها قبل الرجز المذكور:
و هو رجز جانف فيه الحق و مالا به الباطل، و الناس مذ كانوا عبيد الدينار و الدرهم، استذلتهم مطامعهم، فطالت ألسنتهم و لم يتحرجوا من ثناء على جائر و النيل منأروع طاهر:
و حضرتني بهذه المناسبة حادثة لها مغزاها و مرماها، هي أن عمران بن حطان السدوسي الخارجي و كان رأس القعد من الصفرية و خطيبهم و شاعرهم، مر على الفرزدق، وهو ينشد شعراً يمدح فيه و يفدح متحيفاً على من يثلبه، آفكاً في إطرائه على من يأمل فيه، فوقف عليه و قال:
فبهت الفرزدق و قال: لولا أن الله عزوجل شغل عناهذا برأيه للقينا منه شراً.
إن الفرزدق و عمران مختلفا الاتجاه و النزعة، فأبو فراس شاعر الهوى و الشهوة و أبو سماك شاعر العقيدة المتغالي فيها على دينه و طريقته.
/ صفحه 402/
و هنا ينبغي العود إلي المقام الذي كنا فيه فقول: إن هذا الرأي السابق للفراء، فالمبرد اقتصر عليه النسفي، و لم يزد عليه فقال في تفسيره شارحاالياسين (أي الياس و قومه المؤمنين كقولهم الخبيبون يعنى أبا خبيب عبدالله بن الزبير و قومه) ـ
1- أو تردى: خطاب للناقة، أبو محمد: كنية الحجاج:الملحد: الظالم في الحرم، ينجحر: يدخل الحجر، محكد: ملجأ، يريد أنه عائذ بالحرم لا يستطيع أن يخرج إلي الحل.