الإسلامي من حالة الجمود على النصّ، واتباع الأساليب التقليدية في النقاشوالحوار، والاكتفاء بالنصوص القرآنية والأحاديث وحدها في الردّ على معارضي الفكر الاسلامي من مشكّكين، وزنادقة، وملاحدة، وأصحاب الديانات والمعتقدات الأخرى الغريبةعن روح الدين الاسلامي ومبادئه، والذين كان المجتمع الاسلامي يعجّ بهم أثناء فترة الحكم العباسي نتيجة لاختلاط المجتمع الاسلامي بعناصر عديدة من الأمم والشعوب الأخرىالتي حملت معها معتقداتها، ومبادئها، وأفكارها، ونشاط حركة الترجمة من تراث تلك الأمم والشعوب.
لم يكن التفكير النصوصي وحده كافياً بأساليبه التقليدية،وبنزعته الميّالة إلى التهرّب من الجدل والحوار، ومن الاستعانة بالأساليب العقلية والمنطقية، والفلسفيّة التي دخلت المجتمع الاسلامي من الثقافات والحضارات الأخرى، فيهذه المواجهة..
وتروي لنا كتب التاريخ صوراً كثيرة عن جهاد المعتزلة في نشر العقيدة الإسلامية منخلال استخدام نفس السلاح الفلسفي والمنطقي الذي كان يتسلّح به أعداء الدين الإسلامي آنذاك من الزنادقة والملحدين. ويروى في هذا الصدد أن أبا الهذيل العلاف كان من أشدّرجال المعتزلة صلابة عود وقوة حجة، وكان من أكثرهم دأباً للردّ على المعاندين، ومناظرة المخالفين، فقد روي عنه أنه ألّف ستين كتاباً يبطل فيها حججهم، ويفنّد أقاويلهم(1)،وأنه ألزم الحجّة يهودياً قدم
1- المنية والأمل / 25 .