من ثمرات المعقول و المنقول (12)

علی الجندی

نسخه متنی -صفحه : 5/ 2
نمايش فراداده

من ثمرات المعقول والمنقول

للشاعر الكبير الأستاذ علي الجندي

العميد السابق لكلية دار العلوم

الهريسة:

في المقريزي: أنها العصيدة. وفيها يقول العسكري:


  • هريسة بيضاء كافورية للأنف منها نفحة مسكية تدور في مبيضةفضية مثل السوار في يد الرومية

  • في قصعة صفراء دينارية وللعيون لمعة تبرية مثل السوار في يد الرومية مثل السوار في يد الرومية

ويحدث الرواة: أن أبان القاري أكل يوماً مع الرشيد; فجاءوا بهريسة عجيبة، في وسطها مثل السُّكُرُّجة. قال أبان: فاشتهيت ذلك الدسَم،وأجللت الرشيد أن أمد يدي فأغمسها فيه!ففتحت بأصبعي فتحة يسيرة،فانقلب الدسم نحوي!ففطن الرشيد لذلك، فقال ـ ضاحكا ـ: يا أبان، أخرقتها لتغرق أهلها؟! فقلت: لا ياأميرالمؤمنين، ولكن سقناه إلى بلد ميت! قال: فضحك الرشيد حتى أمسك صدره!

مجالس الأحباب:

دخل الأديب غانم الأندلسي يوماً على ابن حيوس صاحب غرناطة(1)، فوسع له علىضيق كان في المجلس، فقال بديها:


  • صير فؤادَك للمحبوب منزلة ولا تسامح بغيضا في معاشرة فقلما تسع الدنيا بغيضين

  • سَمُّ الخياط مجال للمحبين فقلما تسع الدنيا بغيضين فقلما تسع الدنيا بغيضين

وقد نظم ما رويعن الخليل بن أحمد من أنه: دخل يوماً على بعض أصدقائه ـ وهو على نمرقة صغيرة ـ فقال له الرجل: إنها لا تسعنا! فقال الخليل: ما تضايق سم الخياط بمتحابين، ولا اتسعت الدنيالمتباغضين!

(1) غرناطة ـ بفتح الغين ـ: إحدى عواصم الفردوس المفقود، وقيل: ذلك لحن، والصواب: أغرناطة، ومعناها: الرمانة.