للشاعر الكبير الأستاذ علي الجندي
العميد السابق لكلية دار العلوم
في المقريزي: أنها العصيدة. وفيها يقول العسكري:
ويحدث الرواة: أن أبان القاري أكل يوماً مع الرشيد; فجاءوا بهريسة عجيبة، في وسطها مثل السُّكُرُّجة. قال أبان: فاشتهيت ذلك الدسَم،وأجللت الرشيد أن أمد يدي فأغمسها فيه!ففتحت بأصبعي فتحة يسيرة،فانقلب الدسم نحوي!ففطن الرشيد لذلك، فقال ـ ضاحكا ـ: يا أبان، أخرقتها لتغرق أهلها؟! فقلت: لا ياأميرالمؤمنين، ولكن سقناه إلى بلد ميت! قال: فضحك الرشيد حتى أمسك صدره!
دخل الأديب غانم الأندلسي يوماً على ابن حيوس صاحب غرناطة(1)، فوسع له علىضيق كان في المجلس، فقال بديها:
وقد نظم ما رويعن الخليل بن أحمد من أنه: دخل يوماً على بعض أصدقائه ـ وهو على نمرقة صغيرة ـ فقال له الرجل: إنها لا تسعنا! فقال الخليل: ما تضايق سم الخياط بمتحابين، ولا اتسعت الدنيالمتباغضين!
(1) غرناطة ـ بفتح الغين ـ: إحدى عواصم الفردوس المفقود، وقيل: ذلك لحن، والصواب: أغرناطة، ومعناها: الرمانة.