اعلان طهران (دورة الوحدة و العزة)

نسخه متنی
نمايش فراداده

إعلان طهران (دورة الوحدة والعزة)

البيان الختامي لمؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية

انعقد المؤتمر الاسلامي لوزراء الخارجية في دورته الثلاثين في عاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية في طهران في الفترة بين 27-30 ربيع الاول 1424هـ الموافق لـ(28- 31 )مايو 2003 وصدر عنه البيان الختامي التالي.

بسم الله الرحمن الرحيم

ان وزراء الخارجية ورؤساء الوفود المشاركين في الدورة الثلاثين للمؤتمرالاسلامي لوزراء الخارجية (دورة الوحدة والعزة) والتي عقدت في طهران بالجمهورية الاسلامية الايرانية في الفترة من 28 مايو الى 30 مايو 2003م.

وقد أكدوا مجددا تمسكهمالكامل وتصميمهم على تحقيق اهداف ومبادئ ميثاق منظمة المؤتمر الاسلامي وأكدوا مجددا ايضا على ان الاسلام دين الرحمة والسلام وهو المصدر والاساس والالهام للحفاظ علىالوحدة والعزة داخل الامة الاسلامية ولتوطيد أواصر العلاقات الودية بين البلدان الاسلامية وكذلك بين الشعوب الاسلامية والشعوب الاخرى.

وأكدوا ان منظمة المؤتمرالاسلامي تمثل منبراً للتعاون والتنسيق بين الشعوب الاسلامية في نطاق واسع من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والاسلامية.

وتحقق العزة منخلال الايمان والعقل والحوار والوجود العالمي الفعال.

1- وقد لاحظوا انه بالرغم من الانجازات الرئيسية واوجه التطور المهم التي انتظمت مختلف المجالات فانالانسانية لاتزال مهددة بالجنوح نحو الهيمنة من خلال فرض القوة والجبروت واللجوء الى العنف والارهاب كوسائل لحل الخلافات.

2- أكدوا ان العنف والارهاب الغاشميقوضان فرص ايجاد حل انساني للتحديات المشتركة من خلال التعاون، وكما ان اللجوء الى القوة العسكرية والعمل المنفرد وبث الرعب من شأنها ان تضر ايضا قضية الحريةوالديمقراطية.

3- ورفضوا اللجوء الى القوة والعمل الانفرادي اللذين يقوضان حرية الشعوب

والامم وسيادتها وأعربوا عن الانزعاج من تصاعد الميول الى تجاهلالقانون الدولي وغايات ومبادئ ميثاق الامم المتحدة.

4- وأگدوا مجددا ان الاسلام يدعو جميع الامم الى الايمان والعدالة والتسامح. وكما ان الحضارة الاسلامية قدعرفت تاريخيا بأنها تستلهم الدين الذي يحث على تشجيع الحوار والحكمة وعلاوة على ان الشعوب الاسلامية تفاعلت مع الشعوب الاخرى على اساس التسامح والفهم المتبادل.

5- وقد أعربوا عن قلقهم العميق ازاء الربط الخطير والخاطئ بين الاسلام والعالم الاسلامي من جهة وبين العنف والارهاب وانعدام المشاركة الديمقراطية من جهة آخرى؛ بغيةالتحريض على تصعيد مشاعر الخوف من الاسلام (اسلاموفوبيا) وخلق جو من الكراهية. وأكدوا من جديد عزمهم على مكافحة مثل هذا التطرف والتمييز والعمل على تعزيز نهج مستنير فيالمجتمع الدولي. ودعوا جميع اعضاء المجتمع الدولي ووسائل الاعلام الى تشجيع الاحترام والتفاهم بين الثقافات والاديان كافة.

6- وقد أكدوا ان البيئة الدوليةالراهنة في حاجة ماسة الى تعزيز الحوار بين الحضارات بغية تقوية أسس التفاهم والمعرفة المتبادلة والتسامح والاحترام المتبادل بين الحضارات، وقرروا انشاء لجنة مفتوحةالعضوية وعالية المستوى تعنى بوضع خطة شاملة لتنفيذ القرارات ذات الصلة الصادرة عن منظمة المؤتمر الاسلامي والجمعية العامة للامم المتحدة.

7- كما أكدوا من جديدالتزامهم بمكافحة الارهاب في جميع اشكاله وصوره، التي تستهدف حياة الاشخاص الابرياء وممتلكاتهم وسيادة الدول وسلامة أراضيها واستقرارها وأمنها، ونوهوا بضرورة تقصيالاسباب الكامنة وراء الارهاب والقضاء عليها، وأبدوا رفضهم للموقف المتحيز الذي يصف البلدان والحركات الاسلامية التي تقاوم العدوان والاحتلال الاجنبي بالارهاب،وشددوا على ضرورة عقد مؤتمر دولي لوضع تعريف للارهاب وللتمييز بينه وبين الكفاح المشروع، الذي تخوضه الشعوب التي ترزح تحت الهيمنة والاحتلال الاجنبي من أجل تقريرالمصير.

8- وطالبوا بالازالة التامة لجميع أسلحة الدمار الشامل وشمولية عدم انتشار الاسلحة النووية؛ بما يؤدي الى نزع السلاح العام والكامل، وأكدوا أن المؤسساتالعالمية المتعددة الاطراف هي الجهات الشرعية الوحيدة للتحقق وضمان الامتثال للمقرارات الدولية في هذا الخصوص، وأعربوا عن تأييدهم الكامل لانشاء مناطق خالية عنالاسلحة النووية، في كلِ من أفريقيا والشرق الاوسط وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا، وأهابوا بالدول كافة وخصوصا الدول الحائزة على الاسلحة النووية على ممارسة الضغط على(أسرائيل) لكي تنضم الى معاهدة عدم الانتشار، وإخضاع جميع منشآتها النووية للضمانات الكاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

9- وأعربوا عن تصميمهم على السعي بقوةمن أجل تعزيز جميع حقوق الانسان والحريات الاساسية والعمل على حمايتها بدون أي تمييز على الاصعدة المحلية والاقليمية والعالمية والتشجيع على توفير مزيد من الشفافيةوالتعاون والتسامح المتبادل وإحترام القيم الالهية في مجال توسيع دائرة الحقوق الانسانية وحمايتها.

10- وأكدوا على أن العالم يواجه الان اكثر من أي وقت مضى أزمةهوية وروحانية باتت تهدد الدور الذي تقوم به البشرية في مواطنها، وأكدوا مجددا أن بوسع الاسلام في خضم عصر التقنية والمعلوماتية المتقدمة أن يوفر الردود السليمة علىالتحديات العالمية التي تواجه الجنس البشري.

الوحدة من خلال التضامن والتنسيق

11- وأكدوا مجددا عزمهم على المساهمة بفاعلية في الحفاظ علىالسلام والامن الاقليميين والدوليين وتعزيزهما وصيانة سلام جميع البلدان الاسلامية وأمنها، ورفض حملات التضليل الاعلامي والتهديدات الموجهة ضد البلدان الاسلاميةوتوفير التأييد والتضامن الكامل للبلدان الاسلامية ، التي تواجه ضغوطا وتهديدا خارجيا وتدخلا في شؤونها الداخلية وذلك بموجب ميثاق الامم المتحدة.

12- ونددواباستمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والعربية الاخرى، وسياسة (اسرائيل) وممارساتها وأرهاب الدولة الذي يستهدف الشعب الفلسطيني. وأكدوا من جديد تضامنهم معمقاومة الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني للعدوان والاحتلال وأهابوا بالمجتمع الدولي أن يتخذ خطوات عاجلة وفعالة من أجل تحقيق جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،بما فيها حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم.

13- وأعربوا عن تأييدهم الكامل للشعبالعراقي لانشاء حكومة مستقلة وديمقراطية ، تكون ممثلة تمثيلا كاملا للشعب العراقي وتقيم تعاونا وعلاقات جيدة مع جيرانها، وذلك إستنادا الى دور مركزي ومساعدة ودعمأسياسيين من الامم المتحدة ، ونادوا بالاسراع في استعادة كامل السيادة العراقية من خلال إقامة حكومة شرعية ووضع نهاية للاحتلال ، وحثوا القوى المحتلة على نقل إدارةالعراق الى حكومة عراقية مؤقتة، وذلك في أقرب وقت ممكن ، وأهابوا بالمجتمع الدولي تقديم المساعدة في إستعادة الامن والنظام العام وتوفير المساعدات الانسانية العاجلةوإعادة تعمير العراق.

14- وأعربوا عن ترحيبهم ودعمهم للادارة الافغانية المؤقتة باعتبارها خطوة رئيسية على طريق إنشاء حكومة نيابية كاملة، وتعزيز الامن وتحقيقتنمية شاملة ومستدامة ، وقرروا الوفاء سريعا بتعهداتهم المالية للشعب الافغاني وزيادة مساعداتهم للادارة المؤقتة للقضاء على زراعة الافيون والاتجار في المخدرات.

15- رحبوا بالمبادرات الايجابية التي أتخذها مؤخرا زعماء باكستان والهند لنزع فتيل التوتر في المنطقة، وأكدوا مجددا تأييدهم لشعب جامو وكشمير من أجل تحقيق حقهم فيتقرير المصير.

16- رحبوا ايضا بالتطورات الايجابية الجديدة التي حدثت بين الطرفين في قبرص باعتبارها خطوة من شأنها تعزيز الثقة؛ مما يعطي دفعة جديدة للجهودالمبذولة لتحقيق تسوية شاملة، وأعلنوا تأييدهم للطائفة المسلمة القبرصية التركية من أجل تحقيق حقوقها المشروعة.

17- لاحظوا أن العولمة وإزدياد التحرير قد أدخلاالبيئة الخارجية للتنمية في منعطف حاسم، خصوصا وأن الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي قد أصبحت أكثر عرضة للتقلبات في التجارة الدولية والتدفقات الماليةوالنقدية، إضافة الى التغييرات التي طرأت على التكنولوجيا، ودعوا الدول المتقدمة الى خلق بيئة تتسم بمزيد من العملية والانصاف والشفافية، من شأنها تمكين البلدانالنامية من تنفيذ برامجها للتعديل الهيكلي بغية تحقيق التنمية المستدامة.

18- استنادا الى بحثهم لتأثير المجتمع الاعلامي على التنمية الاقتصادية والاجتماعيةوالثقافية. أهابوا بالدول الصناعية وضع برنامج عمل يتيح للدول النامية الاستفادة من تقنية المعلومات من أجل ردم الهوة الرقمية، وقرروا العمل الحثيث على المشاركة وتنسيقمواقفهم في القمة العالمية للمجتمع الاعلامي.

الفاعلية من خلال المشاركة والترشيد

19- قرروا تقوية مكانة منظمة المؤتمر الاسلامي في الساحةالدولية عبر الحوار والتعاون مع جميع المنظمات والمؤسسات الدولية ذات الصلة، وطلبوا من الامين العام توسيع نطاق مثل هذه التفاعلات، ورفع تقرير باستنتاجاته الى الدولالاعضاء ، واجهوا بعثاتهم الخارجية، وخصوصا بعثاتهم الدائمة في نيويورك وجنيف العمل على تقوية التنسيق فيما بينها وإجراء مشاورات منتظمة بشأن جميع المسائل التي تهمالعالم الاسلامي.

20- وأكدوا مجددا رغبتهم في مواصلة التشاور وتبادل الاراء مع الاتحاد الاوروبي والمجموعات الدولية الاخرى بشأن المسائل ذات الاهتمام المشترك،وقرروا النظر في الوسائل والسبل الكفيلة بتعزيز هذا الحوار.

21- وأكدوا أيضا إزدياد جدوى منظمة المؤتمر الاسلامي في البيئة الدولية الجديدة وضرورة أن تقومالمنظمة بمراجعة وترشيد جدول إعمالها وإن تعمل على وضع قراراتها موضع التنفيذ ، وقرروا عقد اجتماع مفتوح العضوية لكبار الموظفين في منتصف العام 2003م من أجل هذه الغاية.