(108)
كتاب الله ، قال الله تعالى : ( وَلَقَد خَلَقنا الاِنسانَ ونَعلمُ ما توسوِسُ بِهِ نفسُهُ ونحنُ أقربُ إليهِ من حَبلِ الوريدِ ) (1) فالله عزَّ وجلَّ خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتى سأل عن مكنون سرّه ؟ !
هذا مستحيل في العقول » .
ثم قال يحيى بن أكثم : وقد روي أنّ مثل أبي بكر وعمر في الاَرض كمثل جبرئيل وميكائيل في السماء .
فقال الاِمام عليه السلام : « وهذا أيضاً يجب أن يُنظر فيه؛ لاَن جبرئيل وميكائيل ملكان لله مقرّبان ، لم يعصيا الله قط ، ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة . وهما ـ أي أبو بكر وعمر ـ قد أشركا بالله عزَّ وجلّ ، وإن أسلما بعد الشرك ، وكان أكثر أيامهما في الشرك بالله ، فمحال أن يُشبِّههما بهما . . » .
قال يحيى : وقد روي أنهما سيدا كهول أهل الجنة ، فما تقول فيه ؟ فقال عليه السلام : « وهذا محال أيضاً؛ لاَنّ أهل الجنة كلّهم يكونون شباباً ، ولا يكون فيهم كهل ، وهذا الخبر وضعه بنو أُمية لمضادة الخبر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحسن والحسين بأنّهما سيدا شباب أهل الجنة » .
فقال يحيى بن أكثم : وروي أن عمر بن الخطّاب سراج أهل الجنة .
فقال عليه السلام : « وهذا أيضاً محال؛ لاَنّ في الجنة ملائكة الله المقربين ، وآدم ، ومحمداً وجميع الاَنبياء والمرسلين ، لا تضيء بأنوارهم حتى تضيء بنور عمر ؟ ! » .
قال يحيى : وروي أنّ السكينة تنطق على لسان عمر .
1) سورة ق : 50 | 16 .