امام محمد الجواد (ع) سیرة و تاریخ

السید عدنان الحسینی

نسخه متنی -صفحه : 143/ 109
نمايش فراداده

(112)

الزيّات ، فوقّع في ظهرها : قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ومن الكوفة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة وردَّك من مكة إلى الشام ، أن يخرجك من حبسك هذا .

قال علي بن خالد : فغمني ذلك من أمره ورققت له وانصرفت محزوناً عليه ، فلما كان من الغد باكرت الحبس لاَعلمه بالحال وآمره بالصبر والعزاء ، فوجدت الجند وأصحاب الحرس وأصحاب السجن وخلقاً عظيماً من الناس يهرعون ، فسألت عن حالهم فقيل لي :

المحمول من الشام المتنبىَ افتقد البارحة من الحبس ، فلا يُدرى أخُسِفت به الاَرض أو اختطفته الطير !

وكان هذا الرجل ـ أعني علي بن خالد ـ زيدياً ، فقال بالاِمامة لمّا رأى ذلك وحسُنَ اعتقاده (1) .

وروي عن القاسم بن المحسن (2) ، قال : كنت فيما بين مكّة والمدينة فمرَّ بي أعرابي ضعيف الحال ، فسألني شيئاً فرحمته وأخرجت له رغيفاً فناولته إياه ، فلما مضى عني هبّت ريح شديدة ـ زوبعة ـ فذهبت بعمامتي من رأسي ، فلم أرها كيف ذهبت ؟ وأين مرّت ؟ فلما دخلت على أبي جعفر بن الرضا عليه السلام ، فقال لي : « يا قاسم ! ذهبت عمامتك في الطريق ؟ » .

قلت : نعم .

قال : « يا غلام أخرج إليه عمامته » ، فأخرج إليَّ عمامتي بعينها ، قلت:

1) الاِرشاد 2 : 289 ـ 291 . وراجع : دلائل الاِمامة : 205 | 366 . وإعلام الورى : 347 . وكشف الغمة 3 : 149 .

2) الظاهر أنّه : القاسم بن الحسن البزنطي ، إذ لا وجود للقاسم بن المحسن في كتب الرجال .