(125)
المرة الاَخيرة ، قال : « ما أطيبك يا طيبة ! فلست بعائد إليك » (1) ، وبُعيد هذا فقد أخبر الاِمام عليه السلام أصحابه في السنة التي توفي فيها بأنّه راحل عنهم هذا العام .
فعن محمد بن الفرج الرخجي ، قال : ( كتب إليَّ أبو جعفر عليه السلام : « احملوا إليَّ الخمس فإنّي لست آخذه منكم سوى عامي هذا » . فقُبض في تلك السنة ) (2) .
وأخيراً ينتهي به المسير إلى بغداد عاصمة الدولة العباسية ، مقرّه ومثواه الاَخير الاَبدي ، ويدخلها لليلتين بقيتا من المحرم من سنة « 220هـ »(3) . وما أن وصل إليها وحطّ فيها رحاله حتى أخذ المعتصم يدبّر ويعمل الحيلة في قتل الاِمام عليه السلام بشكل سرّي؛ ولذلك فقد شكّل مثلثاً لتدبير عملية الاغتيال بكلِّ هدوء . .
على الرغم من تعدد الروايات في كيفية شهادة الاِمام أبي جعفر الجواد عليه السلام ، فإنّ أغلبها يجمع على أن الاِمام اغتيل مسموماً ـ ولو أن البعض توقف في أن يشهد بذلك؛ لعدم ثبوت خبر لديه (4)ـ وأنّ مثلث الاغتيال قد تمثّل في زوجته أم الفضل زينب بنت المأمون ، وهي المباشر الاَول التي قدّمت للاِمام عنباً مسموماً ، ثم في أخيها جعفر ، يدبّرهم ويساعدهم على هذا الاَمر المعتصم بن هارون .
1) الثاقب في المناقب | ابن حمزة الطوسي : 516. 2) مناقب آل أبي طالب 4 : 389 . 3) الإرشاد 2 : 295 . وروضة الواعظين 1 : 243 . 4) راجع الإرشاد 2 : 295 ، والسبب في ذلك أن الشيخ المفيد لا يعمل ولا يأخذ إلاّ بالأخبار المتواترة .