امام محمد الجواد (ع) سیرة و تاریخ

السید عدنان الحسینی

نسخه متنی -صفحه : 143/ 49
نمايش فراداده

(52)

ومضى ، وعلى يده باز أشهب يطلب به الصيد .

فلما بعد عنه نهض عن يده الباز فنظر يمينه وشماله لم ير صيداً ، والباز يثب عن يده ، فأرسله وطار يطلب الاَفق حتى غاب عن ناظره ساعة ثم عاد إليه وقد صاد حية ، فوضع الحية في بيت الطعم ، وقال لاَصحابه : قد دنا حتف ذلك الصبي في هذا اليوم على يدي ، ثم عاد وابن الرضا في جملة الصبيان .

فقال : ما عندك من أخبار السموات ؟ فقال : « نعم يا أمير المؤمنين ، حدثني أبي ، عن آبائه ، عن النبي ، عن جبرئيل ، عن ربِّ العالمين ، أنّه قال : بين السماء والهواء بحر عجاج يتلاطم به الاَمواج ، فيه حيّات خضر البطون ، رقط الظهور ، ويصيدها الملوك بالبزاة الشهب يمتحن بها العلماء » .

فقال : صدقت ، وصدق آباؤك ، وصدق جدّك ، وصدق ربك . فأركبه ثم زوّجه أُمّ الفضل (1) .

بعد ذلك اللقاء والحوار الحاسمين أدرك المأمون عظمة هذا الصبي ، وبُعد شأوه . .

فاصطحبه معه إلى قصوره حيث الرفاه ونعومة العيش وطراوة الحياة باستبرقها وجواريها وقيانها . . لكن الخليفة علم أن الصبي لا تستهويه فخامة الخدمة ، وأبّهة الملوك كثيراً ، ولم يسترع انتباهه الجمال الفاتن لحظة . . فقرر ـ وفي مناورة سياسية حاذقة ـ اصطياد ثلاثة في رمية واحدة ، ورميته هي أن يزوجه من ابنته الجميلة الصغيرة ( زينب )

المكناة بأم الفضل،

1) مناقب آل أبي طالب 4 : 388 ـ 389 . أما رواية ابن الصباغ في الفصول المهمة : 252 ، والشيخ المحدِّث القمي في منتهى الآمال 2 : 527 ـ 528

عن مستدرك العوالم 23 : 522 . وبحار الاَنوار 50

: 56 فهي تختلف عن هذه في بعض أحداثها ، فراجع .