(57)
والمثول بين يدي المأمون ثم ( الأمر )
بالدخول بالفتاة . ولا ريب أن الاِمام كان عارفاً بالنوايا؛ لذا فقد كان يُفشل خططهم بطرقه الخاصة وهم لا يشعرون .
وهنا نشير إلى ما أورده محمد بن جرير بن رستم الطبري الاِمامي في ( دلائل الاِمامة ) بقوله : ( ومكث أبو جعفر مستخفياً بالاِمامة ، فلما صار له ست عشرة سنة ، وجه المأمون من حمله إليه ، وأنزله بالقرب من داره ، وعزم على تزويجه ابنته . . ) (1) .
ويبدو أن في عبارة الطبري بعض الارتباك والتصحيف ، حيث نقل المسعودي رواية قدوم وفد علماء بغداد إلى المدينة وسؤالهم الجواد عليه السلام ، وكان مع الوفد علي بن حسان الواسطي المعروف بالاَعمش (2) الذي حمل معه تحفاً وبعض اللعب الفضية مما كان يلهو به صبية بغداد في ذلك الوقت ، ظنّاً منه أن أبا جعفر عليه السلام سوف يُسرُّ بها؛ لكنّ الاِمام عليه السلام نهره بغضب ، وبدا على وجهه عدم الارتياح ، لمّا وضعها أمامه ، وردّ عليه بما قدّمناه في الحديث آنفاً .
ثم في نهاية الخبر ذكر المسعودي عبارة علي بن حسّان بقوله : وخرجت ومعي تلك الآلات .
وبقي أبو جعفر عليه السلام مستخفياً بالاِمامة إلى أن صارت سنّه عشر سنين . إلى هنا ينتهي خبر الواسطي في إثبات الوصية ، ثم أتبعه المسعودي برواية إخبار الجواد عليه السلام جاريتهم بمضي والده في
1) دلائل الاِمامة : 391 | 345 ، مؤسسة البعثة ، الطبعة المحققة 1412 هـ . 2) في رجال النجاشي : 197 : المنمِّس ، طبعة مكتبة الداوري ـ قم 1397 هـ ، وفي بعض المصادر الاُخرى : العمِش .