(64)
من بعضٍ ، يجري لآخرهم ما يجري لاَولهم ؟ !
قالوا : صدقت ياأمير المؤمنين ، ثمَّ نهض القوم .
فلمّا كان من الغد احضر الناس ، وحضر أبو جعفر عليه السلام ، وصار القوّاد والحُجّاب والخاصّة والعمّال لتهنئة المأمون وأبي جعفر عليه السلام ، فأخرجت ثلاثة أطباقٍ من الفضَّة فيها بنادق مسكٍ وزعفرانٍ معجون ، في أجواب تلك البنادق رقاع مكتوبة بأموال جزيلة وعطايا سنيَّة واقطاعات ، فأمر المأمون بنثرها على القوم من خاصَّته ، فكان كلُّ من وقع في يده بندقة ، أخرج الرقعة التي فيها والتمسه فاطلق له .
ووضعت البِدَر ، فنثر ما فيها على القوّاد وغيرهم ، وانصرف الناس وهم أغنياء بالجوائز والعطايا . وتقدَّم المأمون بالصدقة على كافّة المساكين . ولم يزل مكرماً لاَبي جعفر عليه السلام معظّماً لقدره مدة حياته ، يؤثره على ولده وجماعة أهل بيته (1) .
لم تزل الثورات العلوية والانتفاضات الشيعية ، منذ وضعت حرب الاِمام الحسين عليه السلام أوزارها ، تتأجج وتشتعل بين الحين والآخر كلّما سنحت لذلك فرصة ، وكلّما برز قائد ناهض . يساعد على ذلك؛ استمرار دور
1) إعلام الورى 2 : 101 ـ 105 . والاحتجاج : 2 : 469 ـ 477 | 322 الطبعة الاُولى المحققة 1413 هـ مثله . وذكر نحوه علي بن إبراهيم القمي في تفسيره 1 : 182 . والطبري في دلائل الاِمامة : 391 | 345 . والمفيد في الاختصاص : 98 طبع قم 1402 هـ . وابن الصباغ في الفصول المهمة : 267 ، وغيرها من المصادر .