(66)
إلى رماد ، ولو أنه كان يخبئ تحته ناراً . .
ثم يخيّم وجوم . . ويسود صمت ( شيعي ـ علوي ) .
. يدوم بضع سنين . . والناس في حيرة ووجل مما يفعله المأمون بابن الرضا عليه السلام ، فبين شاكٍّ ، ومصدِّق ، ومنتظر ما يؤول إليه الاَمر غداً ، وهو ما أراده المأمون من مناورة الاستدعاء للاِمام الجواد عليه السلام إلى بغداد ثم تزويجه من ابنته واسكانه بالقرب منه والجعجعة به . ويستمر هذا الحال والاِمام يمارس دور الاِمامة ومهامها الكبرى بأناة وتروٍّ ، حتى تحين سنة ( 207 هـ ) .
بعد استتباب الاُمور للمأمون ، وسيطرته التامة على مجاري الشؤون الداخلية للدولة الاِسلامية المترامية الاَطراف ، تندلع ثورة في نقطة بعيدة من أقاصي المملكة في اليمن بقيادة عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو يدعو للرضا من آل محمد(1)
سنة ( 207 هـ ) . وكان ذا جاه ، فالتفّ حوله خلق كثير من شيعة أهل اليمن ومن غيرهم ممن ضاقوا ذرعاً من العباسيين وولاتهم .
وسرعان ما سيطرت الحركة على البلاد ، لتعاطف جماهير الاُمّة معها . والتاريخ جد ظنين بأحداث هذه الثورة وظروفها وأسبابها ومداخلاتها .
وهناك قول لم نتحقق صحته ، أن الثائر عبدالرحمن أقدم من المدينة محمد بن علي بن موسى عليه السلام ودعا إليه سنة سبع ومئتين ( 207 هـ ) (2) .
1) الرضا من آل محمد : اصطلاح يطلق على كل علوي يرتضونه خليفة عليهم ، ويتصدى لقيادة الثورة فينادون به . أو يراد منه إمام الوقت دون التعريف باسمه . 2) المجدي في أنساب الطالبيين | ابن الصوفي العمري العلوي : 295 طبع مكتبة المرعشي النجفي 1409 =