امام محمد الجواد (ع) سیرة و تاریخ

السید عدنان الحسینی

نسخه متنی -صفحه : 143/ 64
نمايش فراداده

(67)

وتتسارع أنباء الثورة إلى بغداد عاصمة الخلافة ، فيجهّز المأمون جيشاً كثيفاً بقيادة دينار بن عبدالله ، ويرسله إلى اليمن لمساعدة واليه المفوّض هناك على تهامة اليمن محمد بن إبراهيم بن عبيدالله بن زياد ابن أبيه ، وعاصمته زبيد ، لقمع الثورة ، وكتب مع قائد الجيش كتاب أمان إلى عبدالرحمن . وما أن وصلت طلائع الجيش إلى مشارف اليمن ، وعلم عبدالرحمن أن لا قبل له بها ، وكان قد قُرىَ عليه كتاب الاَمان ، عندئذٍ لم يجد بداً من تسليم نفسه على شرط الكتاب فقُبض عليه وأُرسل إلى بغداد ، فغضب المأمون بسببه على الطالبيين ومنعهم من الدخول إلى مجلسه ، ثم أجبرهم على لبس السواد العباسي بدل الخضرة الطالبية (1) .

وكان محمد بن إبراهيم الزِّياديّ من أشد الناس بغضاً لعلي بن أبي طالب وأهل بيته عليهم السلام ؛ لهذا لا يبعد أن يكون الرجل كجدّه لغير رشده (2) . فاستعان هذا بالجيش في تقوية مركزه ، فأوقع بالعلويين وأنصارهم وقتل شيعتهم وفرّق جمعهم ، وبدّد أوصالهم ، واجتاح مناطق تواجدهم ، وأخذ يوسّع منطقة نفوذه حتى تم له الاستيلاء على أغلب البلاد اليمنية (3) .

= 1409 هـ .

1) تاريخ الطبري 7 : 168 حوادث سنة ( 207 هـ )

طبعة القاهرة 1358 هـ . والكامل في التاريخ : 5

: 468 الطبعة الثانية 1415 هـ ، تحقيق محمد يوسف الدقاق .

2) أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق 42 : 287

الطبعة المحققة ، بسنده عن مالك بن أنس ، عن ابن أبي الزناد قوله : ( قالت الأنصار :

إن كنا لنعرف الرجل إلى غير أبيه ببغضه عليّ بن أبي طالب عليه السلام ) .

وراجع : فرائد السمطين | الجويني الشافعي 1

: 365 | 293 فقد أخرجه بطريقة عن مالك بن أنس ، عن ابن أبي الزناد أيضاً ، وراجع أيضاً ما أخرجه في 1 : 134 | 97 عن الزهري عن أنس بن مالك منه أنه لا يبغض علياً من قريش إلاّ سفحيّ ، ولا من العرب إلاّ دعيّ ، ولا من سائر الناس إلاّ شقيّ .

3) راجع : تاريخ ابن خلدون 4 : 148 ، 217 . وطبقات سلاطين الإسلام | استانلي لين بول : 86 ـ 88