امام محمد الجواد (ع) سیرة و تاریخ

السید عدنان الحسینی

نسخه متنی -صفحه : 143/ 69
نمايش فراداده

(72)

الاِسلامية ، ثم هداية الشعوب والاُمم إلى خط الاِسلام الاَصيل ، تماماً كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إبّان الدعوة ، وبعد انتشار الاِسلام .

وهكذا تحتفظ مسيرة حركة الاَنبياء بتعجيلها في انطلاقتها إلى آخر عمر الدنيا ، حيث إنّ الاِسلام رسالة خاتمة ، وليس بعده نبوّة أو رسالة .

ولهذا اكتسب منصب الاِمامة والوصاية أهمية بالغة وخطيرة في حركة الاُمّة ، ومن هنا ندرك معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « من سرّه أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي فإنّهم عترتي ، خُلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي » (1) .

فالاَئمة إذن؛ قوّام الله على خلقه ، وعرفاؤه على عباده ، ولا يدخل الله أحداً الجنة إلاّ من قد عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه (2) .

ومن خلال هذه السلسلة لاَئمة الهدى الاثني عشر تطالع الاَنموذج الاَمثل لسيرة أولياء الله الصالحين ، الهادين المهديين ، وهي تضارع سيرة الاَنبياء إن لم تكن تماثلها أو تسمو عليها في بعض الحالات . ولا تحسبنّ ذلك غلوّاً منّا أو شططاً من القول ، فالصحيح المتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن عيسى بن مريم وهو نبي من أولي العزم ينزل عند خروج المهدي صاحب الزمان ( عج ) ويكون بمثابة وزيره ، ويصلي خلفه مأموماً (3) .

1) كنز العمال 12 : 103 | 34198 عن الطبراني في المعجم الكبير باسناده عن ابن عباس .

2) راجع : نهج البلاغة : 212 خطبة 152 تنظيم صبحي الصالح .

3) راجع : مصنّف ابن أبي شيبة 15 : 198 | 19495 .

والحاوي للفتاوى | السيوطي 2 : 78 . وفيض