انحراف الاجتماعی و أسالیب العلاج

زهیر الاعرجی

نسخه متنی -صفحه : 159/ 11
نمايش فراداده

( 13 )

نقد نظرية القهر الاجتماعي

وبطبيعة الحال ، فان ركون النظام الى القهر الاجتماعي ناتج اساسا من عجزة في سد واشباع حاجات الفرد اشباعا يتناسب مع كرامة الانسان وحقه في العيش الكريم الرغيد . ولا ريب ان الاغنياء المتسلطين على رأس المال ، والحكام المتسلقين على اكتاف الناس لا يريدون للفقراء نفض غبار الفقر عن اسمالهم البالية ، والنهوض الى طبقة اجتماعية ارفع وارقى . فلكي يبقى اصحاب الرأسمال في مواقعهم الاجتماعية والاقتصادية ، فانهم يسلطون على الفقراء من يظلمهم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا . ولذلك يشكل الانحراف ظاهرة رفض خطيرة ضد النظام الاجتماعي القائم على اساس الظلم انعدام العدالة الاجتماعية .

ومع ان نظرية القهر الاجتماعي تتقدم تحليلاً وجيها لمنشأ الانحراف الا انها تتجاهل الانحراف الناتج عن الاضطرابات العقلية والامراض النفسية . وتفشل هذه النظرية ايضا في الاجابة على تساؤلات كثيرة منها : لماذا يميل بعض افراد الاطبقة الرأسمالية الغنية الى الاجرام ، كالقتل والاعتداء والاغتصاب ، في حين انهم يملكون كل وسائل الثروة والمنزلة الاجتماعية ؟ ولماذا يستخدم بعض الاغنياء طرق الرشوة والاحتيال لجمع اقصى ما يمكن جمعه من الاموال مع انتفاء ظاهرة القهر الاجتماعي عنهم ؟ ولماذا يقبل بعض الفقراء القهر الاجتماعي وينحرف اخرون عن القوانين التي اقرها النظام الاجتماعي ؟ بل من الذي يحدد الانحراف ومن الذي يحدد الاستقامة في النظام الاجتماعي ؟ ومع ان هذه النظرية لا تجيب على هذه التساؤلات الا