( 17 )
4 ـ الاعتقاد : وهو ان الاديان عموماً تدعو معتنقيها الى الالتزام بالقيم والمبادئ الخلقية . فالمؤمنون بالاديان السماوية يحرمون على انفسهم سرقة اموال الغير ، لان هذه الاديان تأمرهم بالتكسب الشرعي الحلال وبذلك تضمن لهم معيشة كريمة . ويقوم الدين ايضا بتهذيب السلوك الشخصي للافراد في كل مجالات الحياة الاجتماعية .
وبالجملة ، فان الافراد الذين تربطهم الاواصر الاجتماعية المتينة ، وينغمسون في اعمالهم ونشاطاتهم ويستثمرون في المجتمع اموالهم واولادهم ويطبقون بكل ايمان احكام دينهم ، فهؤلاء تتضاءل عندهم فرص الانحراف الاجتماعي ، وتزداد من خلال سلوكهم فرص الاستقرار والثبات على الخط الاجتماعي السليم .
ولا شك ان هذه النظرية تعد من اقرب النظريات الرأسمالية للواقع الاجتماعي ، وافضلها على الاطلاق من حيث تحليل الرابط الاجتماعي ودوره في تقليل الجريمة . فالمشردون والجياع في المجتمعات الانسانية يفتقدون الارحام والاقارب افتقاداً مادياً ومعنوياً ، فقد ينحرف الابن اذا افتقد المعيل ، وقد تنحرف البنت اذا كان ولي امرها منغمساً بشهواته ولذاته . هؤلاء الجياع والمشردون يشكلون بذور الجريمة في المجتمع الانساني ، وما الازقة الظالمة في المدن الكبيرة الا اراضي خصبة لانبات الانحراف ، لان هؤلاء المشردين يفتقدون العناصر الاربعة التي آمنت نظرية