انحراف الاجتماعی و أسالیب العلاج

زهیر الاعرجی

نسخه متنی -صفحه : 159/ 153
نمايش فراداده

( 157 )

الاستنتاج

وبطبيعة الحال ، فان قراءة الوريقات السابقة حول العقوبات الاسلامية للجرائم المرتكبة ضد النظام الاجتماعي العام ، تقودنا الى وضع بعض المؤشرات التي تميز النظام الاسلامي عن غيره من الانظمة الاجتماعية والدينية :

اولاً : استتباب الامن والسلام الاجتماعي في المجتمع الاسلامي ، بسبب العقوبات الجسدية الرادعة ضد المنحرفين ، خصوصاً في المحاربة . فليس لاولياء المقتول عن طريق المحاربة العفو عن المحارب ، بل ان على الامام قتله باي شكل من الاشكال ، الا اذا تاب من تلقاء نفسه . وهذا الامن الاجتماعي الذي ينعم به المجتمع الاسلامي يعتبر من أهم مصادر استقرار النظام وتنشيط طاقات افراده الانتاجية .

ثانياً : الامان الاقتصادي المتمثل بمحاربة الاحتكار ، خصوصاً ، اذا كانت حاجة الناس للمادة الغذائية الاساسية حاجة ماسة . فيجبر المحتكر حينئذ على بيع المادة المحتكرة . وهذا التشريع ، يجنب الافراد الفوضى الاقتصادية والمعيشية ، وهو منجسم تماماً مع تطلعات الاسلام نحو العدالة الاجتماعية بين الافراد .

ثالثاً : رفض الاسلام للنظام السياسي الظالم مهما كان اللون المتلون به ، والرداء المتستر وراءه . فما معنى انزال نظام اجتماعي متكامل يسعد البشرية وينظم حياتها ، ثم لا يخضع ذلك النظام للتجربة العملية ؟ واذا كان الاسلام دين العدالة الاجتماعية حقاً ، فلا شك ان اول عدو يسعى لمحاربته ، هو نظام