انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 104
نمايش فراداده

( 108 )

أما الايجاز فقد جاء من خلال قوله تعالى :

" فبشرهم بعذاب أليم " .

أما ما هو ذلك العذاب الذي وصفة القرآن بأنه " أليم " ؟ ويأتي الجواب التفصيلي لعرض صورة هذا النوع من العذاب الأليم .

" يوم يحمى عليها في نار جهنم " :

وهل يحمى على نفس الأموال الذهب والفضة ، والتي كنزت ، ولم تنفق أم انها تجمع فتكون صفائح ، ويحمى عليها كما جاء ذلك في حديث عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال :

" ما من عبد له مال ، ولا يؤدي زكاته إلا جمع يوم القيامة صفائح يحمى عليها في نار جهنم " (1) .

وعلى كل حال ليس تحقيق ذلك بمهم ، بل المهم هو معرفة المراحل التي تلي هذه العملية بعدما يحمى عليها ، وقد أوضحت الآية ذلك في قوله عز وجل .

" فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم " :

وهي أهم أعضاء البدن وأبرزها تكوى بتلك الصفائح ، أو بتلك الكنوز الذهب والفضة المحماة ، وقد جاء عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في تكملة الحديث المتقدم :

" وتكوى بها جبهته ووجهه وظهره وحتى يقضي الله بين عباده

(1) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية .