انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 13
نمايش فراداده

( 16 )

الذي ينشأ من جراء هذه الحرية بدون قيد أو شرط ، ولئلا ينعم بعضهم على حساب الآخرين أو يتخم بعضهم ، ويجوع آخرون .

وفي هذا الصدد يقول الإمام الصادق ( عليه السلام ) :

" ولو أن الناس أدوا حقوقهم لكانوا عايشين بخير " (1).

ومن هذا العرض نخلص إلى أن الفرد في حياته المعاشيه حر ومقيد .

حر : في التملك والتصرف في قبال الأنظمة والتي تسلبه الحرية ، وتجعله أداة لغيره .

ومقيد : بالنسبة إلى بعض أسباب التملك ، أو بالقيود التي توضع عليه بعد التملك رعاية للمصالح التي تقتضيها طبيعة المعايشة في المجتمع الاسلامي .

وقد نواجه ونحن نقول بهذه الأزدواجية من التملك والتصرف المقيدين باشكال يقول فيه بعضهم :

ان جعل المقاييس من قبل الشارع المقدس ضابطاً لحفظ التوازن ينافي ما تقرره القاعدة المشهورة ، التي يتفق عليها كلهم من أن الناس مسلطون على أموالهم ، إذ من الواضح أن تقييد الحرية المذكورة في التملك والصرف معناه الحد من هذه السلطة التي أقرها الشارع ، التي بها يتمكن الفرد من التصرف بما عليه كيف يشاء !.

والجواب عن ذلك : ان الانسان قد يتصور انه عندما يحصل على شيء ، أو يستولي

(1) وسائل الشيعة 6 | 3 .