انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 123
نمايش فراداده

( 127 )

البذل ، والعطاء

2 ـ " ولا تبسطها كل البسط " :

وهذه هي الصورة المعبرة لإنبساط اليد ، وعدم الادخار بحيث يبذل الإنسان يبقى فلا شيئاً له .

فلا هذا ولا ذاك لأن كلاً من هاتين الحالتين تؤدي بالإنسان إلى عدم الاعتدال ، وحينئذٍ :

3 ـ " فتقعد ملوماً محسوراً " :

ملوماً في حالة الإمتناع حيث تلوكه الألسن وتتحدث عن بخله الناس فيلومونه على هذه الحالة .

ومحسوراً في حالة البسط ، والعطاء الكلي لأنه سينقطع عن كل أحد ، والناس كما يقول الشاعر :


  • والنـاس من يلق خيراً قـائلون لـه لـك البقـا ولأم الخاسـر البهـل

  • لـك البقـا ولأم الخاسـر البهـل لـك البقـا ولأم الخاسـر البهـل

وقد جاء عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في توضيح له لهذه الآية :

" أن أمسكت تققعد ملوماً مذموماً ، وان أسرفت بقيت منحسرا مغموماً " (1) .

ومن هذا المنطلق والسير على ضوء هذه القاعدة الكبرى كأساس لحفظ التوازن والتعديل .

تأتي الآيات الكريمة لتضع الشرط الثاني للإنفاق فتقرر

(1) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية 29 من سورة بني اسرائيل .