( 127 )
البذل ، والعطاء
2 ـ " ولا تبسطها كل البسط " :
وهذه هي الصورة المعبرة لإنبساط اليد ، وعدم الادخار بحيث يبذل الإنسان يبقى فلا شيئاً له .
فلا هذا ولا ذاك لأن كلاً من هاتين الحالتين تؤدي بالإنسان إلى عدم الاعتدال ، وحينئذٍ :
3 ـ " فتقعد ملوماً محسوراً " :
ملوماً في حالة الإمتناع حيث تلوكه الألسن وتتحدث عن بخله الناس فيلومونه على هذه الحالة .
ومحسوراً في حالة البسط ، والعطاء الكلي لأنه سينقطع عن كل أحد ، والناس كما يقول الشاعر :
وقد جاء عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في توضيح له لهذه الآية :
" أن أمسكت تققعد ملوماً مذموماً ، وان أسرفت بقيت منحسرا مغموماً " (1) .
ومن هذا المنطلق والسير على ضوء هذه القاعدة الكبرى كأساس لحفظ التوازن والتعديل .
تأتي الآيات الكريمة لتضع الشرط الثاني للإنفاق فتقرر
(1) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية 29 من سورة بني اسرائيل .