انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 129
نمايش فراداده

( 133 )

سبيل الإصلاح لا يسمى تبذيراً وان كثر (1) .

وهذه النقطة لا بد من ملاحظتها ورعايتها لأن النتائج المترتبة على التبذير أخطر من النتائج التي تترتب على الاسراف في الانفاق والذي عبر القرآن عنه بالوقوع بالتهلكة ، أو في الآية المتقدمة أن المسرف يقعد ملوماً محسوراً .

وذلك لأن الاسراف لا يخلف إلا الضرر على المنفق ، ومن يرثه حيث صرف المال كله وجلس معدماً محسوراً ، أما المبذر فإنه لا ينفق المال في حقه .

" وعن مجاهد لوانفق المال في باطل كان مبذراً " .

وفرق كثير بين إنفاقه كله وعلى الأخص لو كان في سبيل الله وبين إنفاقه في الباطل .

ولذا رأينا الآية الكريمة قالت عن المبذرين إنهم .

" كانوا إخوان الشياطين " :

لأنهم لا ينفقون مالهم في الحق ، وفي طريق الخير ، ولذا كانوا إخواناً للشياطين وليتبوأ مقعده في النار من كان اخاً للشيطان وقريناً له .

أما المسرفون : فلم يرد فيهم مثل ذلك بل أقصى ما جاء فيه ان يدخل الضرر على نفسه فيقعد ملوماً محسوراً .

(1) لاحظ مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية .