انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 134
نمايش فراداده

( 138 )

والذان من الشيطان الوعد بالفقر ، والأمر بالفحشاء (1) .

ولنقارن بين الوعدين :

الله يعد بالفضل والزيادة .

والشيطان يعد بالفقر .

والله يعد بالمغفرة رحمة منه .

والشيطان يأمر بالفحشاء والرذيلة .

وليقف الإنسان ويخير نفسه بأي من هذين الوعدين يأخذ ؟ .

الوعد المشرق من الله الذي يفتح أمام المنفق النوافذ العريضة ليطل منها على مغفرة الله وآيات فضله .

والوعد القاتم الكئيب من الشيطان ، الذي يغلق في وجه المنفق كل الابواب التي يرجوا أن يدخل منها إلى ساحة الله المقدسة لينعم بآلائه والطافه .

" والله واسع عليم " :

وتختم الآية الكريمة المقارنة بين الوعدين : وعد الله ووعد الشيطان بهذا العتاب الرقيق ، وان الله واسع ، فلماذا الخوف من الفقر وتصديق الشيطان بما يخوفهم به ، والله واسع في عطيته ، وإنه اذا وعد وفى ؟ وحتى اذا لم يعد فهو الرازق ، وهو الرحيم وهو الودود وإذا صدر منه الوعد فإنما ليطمئن الإنسان بأنه سيلقى الجزاء ، بأحسن وبأكثر مما يتصوره المنفق فلا حاجة لوعد الله بعد

(1) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية .