( 18 )
(وآتوهم من مال الله الَّذي آتاكم ) (1) .
فهو من مال الله ، ولذ أمر بأعطائه منه ، ولو لم يكن ماله لما أمر باعطائه إذ لا
معنى لأن يأمر الله بإعطاء ما ليس له ، بل الحقيقة باقية حتى بعد وصوله إلى الأفراد .
ويقول سبحانه في آية أخرى :
( وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) (2) .
وإذا كانت معاملة الله لعبده على المال معاملة الاستخلاف فهو اذاً أمين على ذلك فلماذا يتضايق الأنسان من الضوابط التي يجعلها المالك الحقيقي على ما إستخلف عليه .
ولمذا نقتصر في الملكية على هذا التقييد بل المال ، ومن وصل إليه ، والأرض والسماوات وما فيها كل ذلك مملوك لله .
( لله ملك السماوات والارض وما فيهن وهو على كل شيءٍ قدير ) (1) .
فكل شيء في هذا الوجود بسمائه ، وأرضه ، وما فيها ، وما بينهما مملوك له ملكية مطلقة وغير محدودة بحدود ، ولا مقيدة بقيود .
وبعد هذا العرض فلا منافاة بين القول بتسلط الفرد على ماله ، وبين القيود والضوابط التي يجعلها الله على الأموال تملكاً وتصرفاً .
( مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء
(1) سورة النور | آية : 33 . (2) سورة الحديد | آية : 7 . (3) سورة المائدة | آية : 120 .