( 154 )
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لم تعلم يمينه ما تنفق شماله " (1) .
وهذا الرجل بهذه النفسية الطيبة يخفي عطاءه حتى لا يعلم به أحد ، وهو واحد من السبعة الذين يظلهم الله يومن القيامة ، وعطاؤه يطفيء غضب الرب ـ وفي الوقت نفسه ـ محبوب لله .
هذا الرجل لماذا نال هذه الدرجات ؟
ويأتي الجواب واضحاً بأنه حصل على كل ذلك لأنه ستر أخاه المؤمن ، وحفظ له كرامته ، ولم يجرح عواطفه .
ومن الواضح أن الله يحب الساترين ، ويمنحهم الثواب ويجزل لهم العطاء .
وقد سار أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) على هذا النهج ، فكانوا يخفون عطاءهم فإذا ضرب الليل باجنحته ، ولف المدينة بظلامه الدامس قاموا ليتفقدوا البؤساء ، والمحتاجين يطرقون أبواب الفقراء ليوصلوا لهم الطعام ، والكساء ، والنقود .
وسنتطرق إلى هذا الموضوع بشكل أوسع في فصل قادم .
" وقد اختلفوا في الصدقة التي يكون إخفاؤها أفضل فهل هي الصدقة الواجبة أم المستحبة ؟
فقيل : صدقة التطوع إخفاءها أفضل لأن إخفاءها يبعدها عن الرياء ، وأما المفروضة فلا يدخلها الرياء ، بل على العكس لوأخفاها الإنسان للحقته تهمة منع الحق المفروض فإظهارها أفضل من
(1) وسائل الشيعة ـ 6 : 275 ـ 276 .