انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 153
نمايش فراداده

( 157 )

عندهم من المال إلى السائل ؛ والمسكين يبتغون بذلك رضا الله ، والتقرب إليه ، فوصفهم سبحانه بأنهم " المفلحون " فقال في نهاية الآية المذكورة :

" فأولئك هم المفلحون " .

وهم الفائزون بما وعدهم به من الثواب الجزيل .

وقد قيل في سبب نزول هذه الآية " أن رجلاً جاء الى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أطعمني فإني جائع ، فبعث النبي إلى أهله فلم يكم عندهم شيء فقال : من يضيفه هذا الليلة ؟ فأضافه رجل من الأنصار ، وأتى به إلى منزله ولم يكن عنده شيء إلا قوت صبية له ، فأتوا بذلك إليه ، وأطافؤا السراج ، وقامت المرأة إلى الصبية ، فعللتهم حتى ناموا ، وجعلا يمضغان لسانيهما لضيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فظن الضيف أنهما يأكلان معه حتى شبع الضيف ، وباتا طاويين فلما أصبحا غدوا إلى رسول الله فنظر إليهم ، وتبسم ، وتلا عليهم هذه الآية :

وقد عقب الشيخ الطبرسي في تفسيره على هذه الآية بقوله :

" وأما الذين رويناه بإسناد صحيح عن أبي هريرة إن الذي أضافه وأنام الصبية وأطفأ السراج هو علي بن أبي طالب وفاطمة ( عليهما السلام ) (1) .

لقد أضاف الإيثار المذكور ثواباً آخر إلى ثواب الإنفاق نفسه ، وبذلك حصل المنفق الذي آثر غيره عليه على ثوابين :

ثواب على عطائه وإنفاقه لوجه الله سبحانه .

وثواب على إيثاره غيره على نفسه .

(1) مجمع البيان : الموضع السابق .