( 171 )
هل من تائب ليقبل الله توبته ؟
لقد نام الملوك ، وغلقوا أبواب قصورهم ، وطاف عليها حراسها ، وبابه مفتوح لمن قصده .
الله : الذي تكفل بأرزاق العباد فقال في كتابه الكريم :
" وما من دابة في الأرض الا على الله رزقها " .
بغض النظر عن مساويء العباد .
الله : يخاطب عباده في حديث قدسي قائلاً :
" عبدي أوجدت صدراً أوسع مني فشكوتني إليه " .
هذا الله العظيم هل يرد سائلاً مد يده إليه ؟
أو يوصد باب رحمته بوجه من طرق ذلك الباب ؟
أو يمنع رزقه عمن اتكل عليه ؟
إذاً لماذا يتجه السائل إلى إنسان مثله فقير إلى ربه ؟
صلة الرحم ، وقطيعة الرحم ككل تعرضت لهما الآيات الكريمة ، والأخبار بصورة مكثفة ، وكلها تحذر من القطيعة ، وعدم التودد إلى الإرحام .
وقد بينت الأخبار ، وكشفت عن العواقب الوخيمة التي تترتب على التفكك الذي يحصل بين الأقرباء مهما كان السبب في ذلك التقاطع ، والتباعد ، ولكنها ـ في الوقت نفسه ـ أهابت بأبناء الأسرة الواحدة أن يتقاربوا حول بعضهم وينشدوا ، ويكونوا كالجسم الواحد إذا اشتكى بعضه اشتكى كله .
يقول سبحانه :
( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ـ إلى قوله ـ أولئك لهم عقبى الدار ) (1) .
وفي آية أخرى :
( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) (2) .
(1 و 2) سورة الرعد | آية : 21 ، 22 ، 25 .