انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 177
نمايش فراداده

( 182 )

الأمر الأول : أدب العطاء ويظهر ذلك من مبادرة الإمام بالعطاء قبل أن يبدأ السائل بالمسألة وبذلك حفظ له كرامته فلم يمهله ليعرض عليه حاجته وتبدو على وجهه إمارات الذل ، بل بادره بقضاء حاجته .

وقد حصل مثل ذلك لسائل آخر في مجلس الإمام الرضا ( عليه السلام ) فقد نقل لنا أحد الرواة أن سائلاً سأل الإمام أن يعطيه مقداراً من المال لأنه فقد نفقته فقال له :

" قد افتقدت نفقتي وما معي ما ابلغ به مرحلة فإن رأيت أن تنهضني الى بلدي " .

ويأتي الجواب من الإمام قائلاً : اجلس رحمك الله ، ثم دخل الحجرة ، وخرج ، وقد رد الباب وأخرج يده من أعلى الباب ، وقال اين الخراساني ؟ فقال : أنا ذا .

فقال : خذ المائتي دينار فاستعن بها في مؤنتك واخرج فلا أراك ولا تراني ثم خرج .

وهنا تكلم أحد الحاضرين قائلاً : جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه ؟ فقال : مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته .

أما سمعت حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المتستر بالحسنة تعدل سبعين حجة والمذيع بالسيئة مخذول ، والمتستر بها مغفور له أما سمعت قول الأول :


  • متى آتـه يـوم أطـالب حـاجـة رجـعت إلـى أهـلي ووجهي بـمائة (1)

  • رجـعت إلـى أهـلي ووجهي بـمائة (1) رجـعت إلـى أهـلي ووجهي بـمائة (1)

(1) وسائل الشيعة ـ 6 | 319 .