انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 51
نمايش فراداده

( 54 )

قال تعالى :

( وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنةِ عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) (1) .

وقال جلت عظمته :

( قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد * الذين يقولون ربنا إننا آمنا فأغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار * الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار ) (2) .

وقد تضمنت الآيات نحوين من الجزاء :

الأول : جزاء حسي .

الثاني : جزاء روحي .

أما الجزاء الحسي : فيتمثل بقوله تعالى في الآية الأولى :

" جنة عرضها السماوات والأرض " .

وفي الآية الثانية فيتمثل بقوله تعالى :

" جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة " .

وتأتي هذه الصفات أو المشوقات للجنة من كونها بهذا الحجم الواسع عرضاً فكيف بالطول لأن العرض غالباً يكون أقل من الطول ،

(1) سورة آل عمران | آية : 133 ـ 134 .

(2) سورة آل عمران | آية : 15 ـ 16 ـ 17 .