( 58 )
فإن المال لا يقف في طريق وصولهم إلى الهدف الذي يقصدونه من الاتصال بالله فهم ينفقون مما رزقناهم غير آبهين به ولا يخافون لومة لائم في السر والعلن ، وفي الليل والنهار كما حدّث القرآن الكريم في آيات أخرى مماثلة .
هؤلاء هم المنفقون الذين كات الاِنفاق من جماة مميزاتهم ، وقد مدحهم الله جلت قدرته بقوله :
( أولئك على هدىً من ربهم وأولئك هم المفلحون ) (1) .
" هدىً من ربهم " :
بلى : هدى وبصيرة فلا يضلون ولا يعمهون في كل ما يعود إلى دينهم ودنياهم . " وأولئك هم المفلحون " :
بكل شيء مفلحون في الدينا بما ينالهم من عزٍ ورفعة لأنهم خرجوا من ذل معصية الله إلى عز طاعته تماماً كما يقول الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
" إذا أردت عز بلا عشيرة وهيبةً بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته " (2) .
ومفلحون في الآخرة التي وعدهم بها كما جاء ذلك في آيات عديدة من كتابه الكريم .
ولم يقتصر الكتاب على هذه الآية في عد الانفاق من جملة صفات المتقين بل درج مع الذين ينفقون من المتقين حيث قال سبحانه :
(1) سورة البقرة | آية : 5 . (2) من كلماته ( عليه السلام ) في نهج البلاغة .