انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 56
نمايش فراداده

( 59 )

( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) (1) .

ومن خلال هذه الآية نرى الأهمية للإنفاق تبرز بتقديم المنفقين على غيرهم من الأصناف الذين ذكرتهم الآية والذين أعدت لهم الجنة من الكاظمين والعافين .

هؤلاء المنفقون الذين لا يفترون عن القيام بواجبهم الإجتماعي في حالتي اليسر والعسر في السراء والضراء يطلبون بذلك وجه الله والتقرب إلى ساحته المقدسة .

وعندما نراجع الآية الكريمة في قوله تعالى :

( آلم * تلك آيات الكتاب الحكيم * هدىً ورحمة للمحسنين * الذبن يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالأخرة هم يوقنون * أولئك على هداً من ربهم وأولئك هم المفلحون ) (2) .

نرى نفس الموضوع تكرره الآية هنا ، ولكن في الآية السابقة قالت عن المنفق بأنه من المتقين ، وهنا من المحسنين .

وفي الآية السابقة الانفاق بكل ما ينفق وهنا عن الانفاق بالزكاة ، فالنتيجة لا تختلف كثيراً ، والصورة هي الصورة نفسها إنفاق من العبد ، وتشويق من الله ، ومدح له بنفس ما مدح المتقي سابقاً .

(1) سورة آل عمران | آية : 133 ـ 134 .

(2) سورة لقمان | آية : 1 ـ 5 .