انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 57
نمايش فراداده

( 60 )

والحديث في الآيتين عن المتقين والمحسنين ، ومن جملة صفاتهم الإنفاق وأداء ما عليهم من الواجب الإجتماعي المتمثل في الإنفاق التبرعي ، أو الإلزامي ، وقد قال عنهم في نهاية المطاف بنفس ما مدح به المتقين في الآية السابقة .

( أولئك على هداً من ربهم وأولئك هم المفلحون ) (1) .

وفي وصف جديد في آية كريمة أخرى يصفهم الله بأنهم من المخبتين .

( وبشر المخبتين * الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) (2) .

" والمخبتون " هم المتواضعون لله المطمئنون إليه .

وعندما شرعت الآية بتعدادهم قالت عنهم :

" الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " .

انها النفوس المطمئنة التي إذا ذكر الله ، ـ وذكر الله هنا التخويف من عقابه وقدرته وسطوته ـ وجلت قلوبهم أي دخلها الخوف ولكنه خوف مشوب برجاء عطفه ورحمته .

ولا يأس معه من روح الله لأنه :

( لا يايئس من روح الله إلا القوم الكافرون (3) .

(1) سورة لقمان | آية : 5 .

(2) سورة الحج | آية : 34 ، 35 .

(3) سورة يوسف | آية : 87 .