( 60 )
والحديث في الآيتين عن المتقين والمحسنين ، ومن جملة صفاتهم الإنفاق وأداء ما عليهم من الواجب الإجتماعي المتمثل في الإنفاق التبرعي ، أو الإلزامي ، وقد قال عنهم في نهاية المطاف بنفس ما مدح به المتقين في الآية السابقة .
( أولئك على هداً من ربهم وأولئك هم المفلحون ) (1) .
وفي وصف جديد في آية كريمة أخرى يصفهم الله بأنهم من المخبتين .
( وبشر المخبتين * الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) (2) .
" والمخبتون " هم المتواضعون لله المطمئنون إليه .
وعندما شرعت الآية بتعدادهم قالت عنهم :
" الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " .
انها النفوس المطمئنة التي إذا ذكر الله ، ـ وذكر الله هنا التخويف من عقابه وقدرته وسطوته ـ وجلت قلوبهم أي دخلها الخوف ولكنه خوف مشوب برجاء عطفه ورحمته .
ولا يأس معه من روح الله لأنه :
( لا يايئس من روح الله إلا القوم الكافرون (3) .
(1) سورة لقمان | آية : 5 . (2) سورة الحج | آية : 34 ، 35 . (3) سورة يوسف | آية : 87 .