انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 78
نمايش فراداده

( 82 )

وهذا هو المطلب الأول ، ولا مجال للشك في أن قبول التوبة من العبد مختص بالله وحده لتصريح الآية بذلك ، ولأنه هو الذي يغفر الذنوب صغيرها وكبيرها .

" ويأخذ الصدقات " :

وهذا هو المطلب الثاني وبحكم العطف في الآية لا بد أن نقول : إن من يأخذ الصدقة من المنفق هو الله لأنه كما يقبل التوبه من عباده ، وان ذلك مختص به كذلك هو يأخد الصدقات .

" وأن الله هو التواب الرحيم " :

وهذا هو المطلب الثالث حيث أخبر عن نفسه بأنه التواب ، وهو مبالغة في قبوله للتوبة ، وهو الرحيم بعباده فلا يستوحش العبد إذاً من ذنوبه إذا كان الغافر هو التواب الرحيم .

ولا يأس من الجزاء إذا كان آخذ الصدقة هو الله سبحانه ، وانها تقع بيده أولاً .

فعن جابر عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال :

" قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تصدقت يوماً بدينار فقال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أما علمت أن صدقة المؤمن لا تخرج من يده حتى تفك به من الحي سبعين شيطاناً ، وما تقع في يد السائل حتى تقع في يد الرب تعالى ألم يقل هذه الآية : الم تعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات " .

وفي حديث آخر عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال :

" كان أبي اذا تصدق بشيء وضعه في يد السائل ثم إرتجعه