انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 89
نمايش فراداده

( 93 )

وبعد كل هذا فإن الله هو الذي يستقرض من الغني ما ينفقه فلا بعد اذاً لو كان الأجر محفوظاً لكليهما المنفق ، ومن توسط في اخراج المال الى الفقير .

اما الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، فقد وسع دائرة الثواب لتمشمل أكثر من واحد لو تعدد الوسطاء بين الغني ، والفقير حيث جاء ذلك في حديث عنه قال فيه :

" لو جرى المعروف على ثمانين كفاً لأجروا كلهم من غير أن ينقص عن صاحبه من أجره شيئاً " (1) .

وقد يستغرب الإنسان وهو يردد فقرات هذا الحديث في قوله :

" لو جرى المعروف على ثمانين كفاً " . . . الخ .

بهذا العدد وبهذه الكثرة ، وهل توجد هكذا عملية يحدث فيها أن يصل رقم الوسطاء إلى هذا الحد .

وللجواب عن ذلك نقول :

ان الاستغراب المذكور يزول لو لا حطنا ما جاء عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مثل هذا الموضوع حيث قال :

" من تصدق بصدقة عن رجل الى مسكين كان له مثل أجره ، ولو تداولها أربعون ألف انسان ثم وصلت إلى المسكين كان لهم أجر كامل . وما عند الله خير وأبقى للذين اتقوا وأحسنوا لو كنتم تعملون " .

(1) ثواب الأعمال ـ 141 .