( 97 )
يستقرض من الناس أو يطالبهم بالإنفاق ، فإنما هو لإيصال النفع اليهم قبل الفقراء نظراً إلى أن ما يصل إلى المحسنن يضاعف أجره ، ويزيد على مقدار ما ينفعه ، وهذا اشارة الى أن معطي المال أحوج إليه من الفقير الآخذ فبخله بخل على نفسه ، وذلك أشد البخل قال مقاتل : إنما يبخل بالخير والفضل في الآخرة عن نفسه (1) .
" وأنتم الفقراء " :
الفقراء إليه سبحانه في كل صغيرة ، وكبيرة في الدارين الدنيا والآخرة .
في الحياة الدنيا : الى مقوماتها .
وفي الآخرة : إلى ثوابها وجزائها .
وإذا كان الغني هو الله ، وهو القادر ، والرازق ، والقابض ، والباسط , والناس هم الفقراء إليه فعندما يطلب الغني الواقعي ـ الله ـ من الغني الصوري ـ المعطي ـ فإن هذا الطلب لا يعود بالنفع إلى الأول بل إلى الثاني لاحتياج هذا إلى الجزاء والثواب
دون الأول إذ من الواضح أن فاقد الشيء لا يعطي كما تقرره القاعدة المعروفة .
وقد أكد القرآن الكريم على هذا المعنى في آية أخرى قال فيها :
( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ) (2) .
(1) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية ـ 38 من سورة محمد . (2) سورة فاطر | آية : 15 .