انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 97
نمايش فراداده

( 101 )

ان القرآن يريد أن يقول لهم :

كلا ليس هذا هو المقياس الحقيقي للأكرام والإهانة كما تتصورونه وان ما تبنون عليه واقعكم الحياتي إنما هو محض اشتباه وخطأ .

فالانسان عندما يرزق أو يمنع في كلتا هاتين الحالتين إنما هو مورد اختبار وامتحان .

يرزقه ليرى شكره .

ويمنعه ليرى صبره .

ومن وراء ذلك وفي كلتا المرحلتين يجازيه بالنعيم أو بالجحيم .

وصحيح ان مظاهر الأكرام بالإنعام والعطاء .

ولكن الاهانة ليست بتقدير الرزق والمنع ، بل الاهانة يستحقها الفرد لعدم قيامه بما يفرضه عليه الواجب الإجتماعي العام اتجاه من هو ضعيف .

وتبدأ الآيات في ختام المطاف تعرض نماذج تتجسد فيها الحاجة إلى الغير والتي بتركها يستحق الإنسان الإهانة وعدم التقدير :

" كلا بل لا تكرمون اليتيم * ولاتحاضون على طعام المسكين * وتأكلون التراث أكلا لما * وتحبون المال حباً جما " .

" كلا بل لا تكرمون اليتيم " :

عدم اكرام اليتيم نموذج من نماذج اهانة الإنسان المتمكن