انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 98
نمايش فراداده

( 102 )

للطبقات الضعيفة المحرومة ذلك الإنسان الذي اعطاه الله وأنعم عليه فلم يراع تلك النعمة ليكفي اليتيم ـ وعلى سبيل المثال ـ من التكفف والتسول .

تقول بعض المفسرين معلقاً على هذه الفقرة من الآية : " والمعنى أن الاهانة ما فعلتموه من ترك اكرام اليتيم ومنع الصدقة من الفقير لا ما توهموه " من ان المقياس هو ما لو قدر الله على أحدٍ من العباد (1) .

وقد جاء عن النبي ( صلىالله عليه وآله وسلم ) قوله :

" أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى " (2) .

هذا هو الكلام الذي جعل كافل اليتيم مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الجنة ، وطبيعي أن يكون في قباله من ترك اليتيم ولم يرعه ولم يعط حقه .

وقد حث القرآن الكريم في آيات أخرى على اطعام اليتيم وجعله من الأسباب الموجبة لاقتحام العقبة التي تقف بين الانسان وبين وصوله إلى الجنة فقال سبحانه :

( فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيماً ذا مقربة ) (3) .

ويوم ذي مسبغة : أي يوم المجاعة فمن أطعم يتيماً من ذي

(1) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية من سورة الفجر .

(2) مجمع البيان في تفسيره | آية : 10 من سورة الضحى .

(3) سورة البلد | آية : 11 ـ 15 .