صفحة 8
وهو يظهر بما لا مجال معه لأي شك أو شبهة أن هذه القضية إنما هي من جملة ابتلاءات الأنبياء، التي أراد الله من خلالها أن يظهر مكنونات ضمائرهم، وحقيقة وشرف معادنهم وعناصرهم، ومدى صفاء جوهرهم، ليقيم بذلك الحجة على الناس، ولتتمثل لهم الأسوة والقدوة، بأجلى وأتم حالاتها، وليبين لهم حقيقة مقاماتهم، وأن الله قد اصطفاهم واجتباهم استحقاقاً منهم لذلك، وتفضلاً منه عليهم.
كما {.. ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}[2].
واستحق النبي إبراهيم عليه السلام أن يعرف من اسم الله الأعظم ثمانية أحرف[3]..
وامتحن الله النبي آدم عليه السلام، فنجح وأفلح، واصطفاه الله، واجتباه، واستحق أن يعرف من إسم الله الأعظم خمسة وعشرين حرفاً.. كما ورد في الروايات لأنه رضي أن يتخلى عن كل شيء من الملذات والنعم، والسعادات، ويتحمل كل أنواع المتاعب، والمصائب، والبلايا الدنيوية، في سبيل أن يكون في مقامات القرب والزلفى، في المحل الأعلى، مع محمد وأهل بيته الطاهرين..