حدیقة الأجمل قصص للأطفال

زهیر ابراهیم رسام

نسخه متنی -صفحه : 8/ 2
نمايش فراداده

صاخب مزعج!؟

آه، إنّ كلباً غريباً فوق الشجرة..!!

ياه، كلبٌ فوق الشجرة!! كيف تسلّق!! مَنْ وضعه فوق الشجرة!! يا للعجب.! كيف يتسلّق كلبٌ شجرة؟! وهزّت رأسها.. حسن لأذهب معك لأرى بنفسي ذلك الكلب الغريب كما تقول.. وتبعتهم بزّون باسمةً.

وسبقهم كلبون إلى الشجرة ووقف تحتها وأخذ ينبح وينبح متطلّعاً إلى أعلى الشجرة، وعندما اقتربت هند من الشجرة رفعت رأسها فلم تجد كلباً فوقها.. بل وجدتْ مرآةً صغيرة عكست وجه كلبون، ابتسمت هند وهزّت رأسها وقالت:

مسكين أنتَ يا كلبون.. فما زلتَ مغفّلاً..

خجل كلبون واحمرّ وجهه، ثم نظر إلى بزّون فوجدها تغصّ من شدّة الضحك.. وهي تشير بيدها إلى المرآة.

وتقول: كان كلبون ينبح على نفسه ولا يدري..!!

العصفورة نادية والشتاء

انطلقتْ العصفورةُ نادية بنشاطٍ ومرح صباحاً إلى الحقل، جمعت الحبَّ وأطعمتْ فِراخها، وما زاد عن حاجتها وضعته في مخزنها الصغير تحسّباً للشتاء.

سألتها صغيرتها فرح: وهل نساعد جيراننا العصافير الصِّغار يا ماما؟

قالت نادية: بكل سرور يا فرح، ثم ضحكت ونقرت خدَّها الجميل.. سنطعمُ كلَّ منْ يطرق بابَ عشِّنا يا بنيتي.

-أوه.. كم أنتِ عطوفٌ وجميلةٌ يا ماما!!

بين زهرة ونجمة

رفعتْ زهرة رأسها للنجوم في عمق الليل وهتفت لنجمة:

ليتني كنتُ مثلكِ نجمةً أُرسل نوري إلى المدن والحقول.. وأنير دربَ الآخرين.. وأكون دليلاً لسفن في عرض البحار..

ابتسمت النجمة خجلةً وقالت:

يا حبيبتي.. ليتني كنتُ مثلَكِ زهرةً أنبتُ في الأرض وأرتوي من مائها.. وأفرشُ جمالي وعطري للأطفال، ثم رمشت للزهرة ببريق لامع وأرسلت لها قبلة.

اهتزتِ الزهرةُ فرحاً من كلام النجمة..، وغفتْ وهي تحلُمُ أن ترسلَ بذورَها كي تُذرعَ فوقَ النجوم.

القدس موطني

يا له من طائر بديع.. هذا السنونو، كان يحوم فوق رؤوسنا بحركاتٍ رشيقة نازلاً صاعداً يلتقط البعوض، ولكن في أواسط الخريف أخذتْ أسرابُ السنونو ترحل عائدة إلى وطنها بعد أن شعرتْ بقرصةِ بردٍ في جوّنا..

عادتْ كلُّها إلا واحداً..، بقي يسقسق في سقف إيوان بيتنا، واقفاً على سلك قربَ عشّه حزيناً..

سأله الفتى باسل: ما بك يا طائر السنونو؟! أراكَ حزيناً!!

تطلّع إليه السنونو وأخذ يبكي.. ودموعه الغزيرة تغسلُ وجنتيهِ..

ياه.. تبكي!! لماذا يا سنونو!؟ هل آذاك أحدٌ؟! أو أغضبكَ؟!

لا لم يؤذني أحدٌ منكم، فأنتم مسالمون طيّبون، ولكن رحلَ كلُّ أولادي، وأحفادي وزوجتي، وكلّ أصدقائي إلى الوطن، أما أنا فبقيتُ لأني لم أستطع الطيران بسبب كسر في جَناحي.. والطريق طويل..، وأخشى أن أموتَ بعيداً عنه..

طيّب، لماذا لا تبقى عندنا يا سنونو، فأنت ضيفنا؟

هذا جميلٌ منك، ولكن..، وصمتَ لحظَةً.. وبلع ريقه، ومن خلال دموعه تابع كلامه، فقال: لي طلبٌ عندكَ يا صديقي.. بل هو وصيتي..

وما هو يا سنونو؟!

"إذا متُّ فادفني في تراب وطني..، وأنّ القدسَ موطني".

وهتف باسلَ إكباراً: .. يا إلهي!! وتطلّعَ إلى وجه السنونو..، مسحَ دموعَه وقال:

كنْ مطمئناً، سأنفذ وصيتك أيها السنونو العزيز..

من مذكرات طفلة

استيقظتِ الطفلة (فوز) مبكرةً، نزلتْ إلى الحديقة، فرأت الندى يتلألأ فوق أزهارها..

فرحتْ فوز ثم قالت: أهلاً بك أيها الندى وأنت تغسلُ أشجارنا، وتكحّلُ عيون أزهارنا، أين كنتَ غائباً هذه المدة الطويلة..

ابتسم الندى وقال:

من زمان كنتُ أحلمُ بأن أزوركِ يا (فوز) وأزيِّن أغصانكِ بقطراتي..

أوه.. ليتكَ تبقى عندنا مدةً طويلة فأشجارنا بحاجةٍ إليك..

لن أستطيعَ أن أبقى طويلاً يا حلوة.. فالشمسُ لن تسمحَ لي بذلك..

حسناً..، قل لي يا ندى متى ستزورنا مرّة أخرى..، سأبقى في انتظارك؟

حتماً سأزورك يا فوز فإني بشوق إلى..

ولم يستطع الندىَ أن يكملَ كلامَه فراحَ يليح لفوز وهو يتصاعدُ إلى أعلى أمامَ نور الشمس..

وسجّلتْ فوز في دفتر مذكراتها الصغير: