زهرة فی الرمال

باسم عبدو روا

نسخه متنی -صفحه : 178/ 64
نمايش فراداده

والعيون تذرف الدمع دماً.. إذ راح اللاعبون وجمهور الأطفال المشجعين.. يتساقطون الواحد بعد الآخر.. كأوراق شجرة جف في عروقها نسغ الحياة.. في مهب ريح خريفية..

هامش (1)

سبب الوفاة:

لوكيميا حادة.. خلايا سرطانية سريعة النمو.. سريعة الانتشار!!

لكن فصول المأساة لم تكتمل.. ولم تصل الواقعة ذروتها بعد.. فثمة مواليد جدد.

صاروا.. مع إطلالة العقد الأخيرة من القرن.

يجيئون إلى هذه الدنيا بعيون لا ترى.

وألسِنةٍ لا تنطق.. أو أنهم استحالوا.. في أرحام أمهاتهم.. مسوخاً مخيفة تزرع الرهبة والهلع في القلوب.. وهو شيء لم تر النساء مثيلاً لـه منذ سالف العصر والأوان.. منذ زمان سومر.. وأيام آشور وبابل.

وتستعيذ الألسن من الشياطين.. يخيم الوجوم على وجوه الأمهات والآباء وهم يرون فرحةً انتظروا تسعة اشهر أن تأتيهم ببشارةِ خير.

تجيئهم برزيةٍ، الموت أكرم منها.. فلا يدرون أين يولون وجوههم وقد علاها سواد كظيم من عار يلحقه بهم من يقول:

إنه زرع الجن.. أو من يقول بل هو الشيطان الرجيم.. أو أن من استولدهم ارتكب معصية لا يغفرها الله.. وأن ما حل بهم كان جزاء وفاقاً.

وتنطلق من بين شفاه عجائز الحي:

تُفْ.. تُفْ.. تُفْ.. تُفْ.

يلقين بها في فتحات صدور أثوابهن.. وهن يهرعن إلى بيوتهن مخافة أن يمسَّهن الجن بما مسَّ المواليد.