آلة الکلام (النقدیة..)

محمد الجزائری

نسخه متنی -صفحه : 214/ 210
نمايش فراداده

ليس قصدي أن أمنح درجات أو أعطي درساً معيناً...)

الجزائري .. أبا فرات، لو أن حفلاً تكريمياً أقيم في ذكرى المتنبي العظيم، في الكوفة (مثلاً) وأنت بهذه الحالة من (التوهج/ الغضب) فكيف ستنشيء قصيدتك في الأعز لديك؟

الجواهري :- الصاحب بن عباد قال: سأفرش له الأرض ذهبا..

لقد هيج عليه أربع مئة وخمسين شاعراً -أنا قرأت ذلك- وأقل شاعر من أولئك أفضل من كثير من مدعي الشعر في هذا الزمان...

أربع مئة وخمسون من هذا النمط،..

لكن المتنبي راح للدنيا كلها...حتى في القصيدة (الدينارية)، هذا الشاعر، هذا الذي يخاف منه الخلفاء... ماذا سأقول فيه من جديد...

أنا أذكرك... "تمام"، كما تفضلت، يمكن الجديد يأتي بالجديد... لكن خذ "الداليّة" التي ألقيتها في مؤتمر الأدباء العرب ببغداد: "ياابن الفراتين" -قسم المتنبي-، إن فيها كل شيء... كل شيء:

(وراح الجواهري يترنم بتلك القصيدة، بشغف):

(وكان كافور فرداً تستقيم له

واليوم شتى "كوافير" وتنفرد

على الهوامش أصفار مجمدة

كما تراكم حول الحافة الجمد

فذو العقيدة مشتوم ومتهم

وذو المواهب محروم ومضطهد

أنا ابن كوفتك الحمراء لي طنب

بها وإن طاح من أركانه عمد

جدار كوخك لا ماء ولا شجر

ولصق روحك لا مال ولا صفد

ولا شكاة،أيشكو السيف منجرداً

لايخلق السيف إلا وهو منجرد)

- الذاتي، هو وهجك في شعرك، لا قصيدة عندك، من دون ذلك..، أزمة اللحظة، اليوم، حتى الحدث، والمجتمع يمران من خلالك في القصيد -القصيدة تؤرخك، وتؤرخ بها... في الآن نفسه، وعبر تأزم نفسي، فالصورة التي يعطيها من ذاته هي (عصارة ذوات مجتمع وأناس)