قيمة للعلامة يوصي بها ولده بقوله: إعلم يا بني أعانك الله تعالى على طاعته... قد لخصت لك في هذا الكتاب لب فتاوى الأحكام، وبينت لك قواعد شرائع الإسلام بألفاظ مختصرة وعبارات محررة، وأوضحت لك فيه نهج الرشاد وطريق السداد، وذلك بعد أن بلغت من [IMAGE: 0x01 graphic] 1 - الذريعة: 1 / 510 برقم 2509. 2 - إرشاد الأذهان: 185 - 193، قسم المقدمة. 3 - الذريعة: 17 / 176 برقم 930. 4 - قواعد الأحكام: 2 - [IMAGE: 0x01 graphic] [ 11 ] العمر، الخمسين ودخلت في عشرة الستين، وقد حكم سيد البرايا بأنها مبدأ اعتراك المنايا... (1). وبما أن العلامة من مواليد عام 648 ه، فقد بلغ الخمسين عام 698 ه، وتجاوز عنه عام 699 أو 700 ه، وبذلك يعلم أن ما ذكره شيخنا المجيز من أنه ألف القواعد عام 693 أو 692 ه ليس بتام. ومما يجدر ذكره هو أن براعة العلامة ونبوغه لم يتلخص في الفقه والأصول والكلام، بل تعداها إلى علوم أخرى، كالرياضيات العالية التي تتجلى مقدرته فيها بوضوح في كتابه هذا، وأخص بالذكر " كتاب الوقوف والعطايا، المطلب الثالث في الأحكام المتعلقة في الحساب "، فقد نجح إلى حد كبير في حل غوامض المسائل الرياضية الجبرية المعقدة. واستغرقت بحوثه الرياضية أكثر من 50 صفحة بالقطع الرحلي. وإذا عطفت النظر إلى كتاب الفرائض، فترى نظير تلك البحوث فيها. فسبحان الله معطي المواهب ومفيض النعم. ليس من الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد الرابع: مختلف الشيعة في أحكام الشريعة: ذكره في الخلاصة وقال: ذكرنا فيه خلاف علمائنا خاصة وحجة كل شخص والترجيح لما يصير إليه (2). [IMAGE: 0x01 graphic] 1 - قواعد الأحكام: 2 / 346. 2 - الخلاصة: 45. [IMAGE: 0x01 graphic] [ 12 ] وقال في مقدمته: إني لما وقفت على كتب أصحابنا المتقدمين رضوان الله عليهم، ومقالات علمائنا السابقين في علم الفقه وجدت بينهم خلافا في مسائل كثيرة متعددة، فأحببت إيراد تلك المسائل في دستور يحتوي على ما وصل إلينا من اختلافهم في الأحكام الشرعية، والمسائل الفقهية دون ما اتفقوا عليه، إذ جعلنا ذلك موكولا إلى كتابنا الكبير المسمى ب " منتهى المطلب في تحقيق المذهب " فإنه مجمع بين مسائل الخلاف والوفاق. ومن محاسن ذلك الكتاب أنه إذا لم يجد للمخالف دليلا يحاول أن يلتمس دليلا له. قال: ثم إن عثرنا في كل مسألة على دليل لصاحبها نقلناه وإلا حصلناه بالتفكر وأثبتناه، ثم حكمنا بينهم على طريقة الإنصاف، متجنبي البغي والاعتساف ووسمنا كتابنا هذا بمختلف الشيعة (1). والكتاب دورة فقهية استدلالية من الطهارة إلى الديات، ومن مزاياه أنه حفظ آثار علمائنا السابقين، أمثال: ابن الجنيد، وابن أبي عقيل، والصدوق الأول وغيرهم ولولاه لاندثرت آثارهم. وقد شرع في تأليفه قبل سنة 699 ه، وانتهى منه في الخامس عشر من ذي القعدة في ثمان وسبعمائة، أي قبل وفاته بثمانية عشر سنة. ومن فوائد هذا الكتاب العلم بالمسائل الخلافية وتميزها عن المجمع عليها، فربما يدعي الإجماع في مسألة، ولها مخالف أو مخالفان يعلم من الرجوع إلى ذلك الكتاب. [IMAGE: 0x01 graphic] 1 - مختلف الشيعة: 1 / 173. [IMAGE: 0x01 graphic] [ 13 ] الخامس: تذكرة الفقهاء على تلخيص فتاوى العلماء وذكر قواعد الفقهاء: وهي موسوعة فقهية استدلالية كبيرة يذكر فيها أقوال الفقهاء من الشيعة والسنة، ويذكر دليل كل قول ويناقشه، وربما يحاول أن يذكر للمخالف دليلا من جانبه ثم يجيب عنه، وهو تراث علمي قيم. وإليك بعض ميزاته أ - أثبت في تأليفه هذا أن الفقه الإمامي الذي يرفض العمل بالقياس والاستحسان قادر على الإجابة على المسائل الفقهية عامة مستمدا من الأدلة الأربعة: الكتاب، والسنة، والإجماع، والعقل. يقول العلامة في مقدمة الكتاب: وقد عزمنا على تلخيص فتاوى العلماء وذكر قواعد الفقهاء على أحق الطرائق وأوثقها برهانا وأصدق الأقاويل وأوضحها بيانا، وهي طريقة الإمامية الآخذين دينهم من الوحي والعلم الرباني، لا بالرأي والقياس، ولا باجتهاد الناس، على سبيل الإيجاز والاختصار وترك الإطالة والإكثار. ب - إنه يقارن الأقوال بعضها ببعض ويحاكم بينها بأسلوب متين، ويشير إلى ذلك في مقدمة الكتاب بقوله: أشرنا في كل مسألة إلى الخلاف، واعتمدنا في المحاكمة بينهم طريق الإنصاف. (1) ج - إنه ألف بصورة الفقه المقارن، والمراد منه جمع الآراء الفقهية المختلفة وتقييمها والموازنة بينها بالتماس أدلتها وترجيح بعضها على بعض، وهذا هو