ادباء مکرمون

عبدالفتاح قلعه جی، جمعیة المسرح، محمود منقذ الهاشمی، حسین یوسف خربوش، عبدالله أبو هیف، حمدی موصلی، وانیس بندک، محمد عزام، ولید فاضل، فایز الدایة، جوان جان، نجم الدین السمان، خالد محیی الدین البرادعی، أحمد زیاد محبک، محمد قرانیا، ریاض نعسان آغا، مروان فنری، ناظار ناظاریان

نسخه متنی -صفحه : 141/ 128
نمايش فراداده

مسرح عبد الفتاح قلعه جي بين الدراما الواقعية واللامعقول

طفل زائد عن الحاجة واحذر إنه خطر أنموذجان

رياض نعسان آغا

إذا كانت مهمة المسرح إيقاظ المتفرج على أن هناك ما هو عجيب وغير مألوف وخارق للعادة في حياتنا اليومية، كما فهمها ـ أبو لينير والفريد جاري ـ فإن هذه المهمة تتجلى في مسرح ـ عبد الفتاح قلعه جي ـ في إيقاظ المشاهد على ما هو خفي وكامن وحقيقي، من بشاعة وبذاءة وشراهة في المجتمع الذي يحتويه والذي تسيطر عليه القوى البرجوازية والانتهازية التي جعلت من الإنسان العادي المسحوق قمامتها. وإذن فمسرح عبد الفتاح، يتجه إلى فضح وتعرية العلاقات السائدة من خلال تضخيم العيوب وإبرازها، وبتجسيم التشوه الذي يلحق الفرد من جراء انسحاقه تحت عجلات البرجوازية، وبذلك يحقق كون المسرح عدسة مكبرة لا مرآة عاكسة.

إنسانية الإنسان

إن التأكيد على إنسانية الإنسان هو أبرزُ خصائص مسرحيات ـ عبد الفتاح. إنه مسرح، نزق، منفعل، الشخصيات فيه وجوه بلا ملامح، وهياكل بدون دم أو لحم ـ وهي عيوب في مسرح القلعه جي بمقدار ما هي مزايا ـ وعبد الفتاح في تصويره لبشاعة البيئة البرجوازية التي يدور في فلكها خدامها وأجراؤها المسحوقون الذين يثورون ثورة "بوهيمية" ويتمردون تمرداً "سوريالياً" يصل به الانفعال إلى درجة أن يعمم صفة البشاعة على العالم، فلحظة القرف التي يعانيها أبطاله تجعلهم يغفلون عن النشوة الجمالية التي تعبق في نفس الإنسان حين يخطو أولى خطواته في درب نجاحه.. ولهذا فإن مسرحه يبدو مسرحاً متشائماً، مفتقراً إلى القيمة التبشيرية المتفائلة.