أدب العام و المقارن

دانییل هنری باجو؛ مترجم: غسان السید

نسخه متنی -صفحه : 289/ 223
نمايش فراداده

- تساؤلات ومبادئ الدراسة:

*- المرسل (E) المستوى الأول (الحقل الأدبي) (E1):

نحن نطابق بين مفهوم الكاتب ، والمؤلف، والإنسان الاجتماعي الذي يتدخل في الحقل الأدبي (زولا صاحب اتهم أكثر من الروائي)، والسيرة الفكرية هي سبيل الوصول إلى هذا النموذج من التساؤل؛ ولكن هناك أيضاً التاريخ الثقافي بالنسبة لجوانب أخرى لهذه الخانة: مثل هيئة تحرير مجلة، وأفراد مجموعة معينة، أو مدرسة ضمن علاقاتهم مع المؤسسة الأدبية.

المستوى الثاني (المنظومة الأدبية) (E2):

يتحول المؤلف إلى مُعَبِّر، ومتكلم، وراوٍ، نحن نعرف أن نميز بين المؤلف الحقيقي والراوي النصي وإن صرخ فلوبير أن مدام بوفاري كانت هو ذاته. طرق الوصول: كل نموذج من التحليل النصي، والسردي خاصة.

المستوى الثالث (الخيال) (E3):

يمكن تذكر (الأنا العميق) الأثير عند مارسيل بروست الذي يعارض تحديداً في كتابه (ضد سانت -بوف) استخدام السيرة كمبدأ تفسيري من قبل نقد الإنسان المؤلف.

نتذكر أيضاً اعتراف مونتين: الدراسات (صنعتني، بمقدار ماصنعت الدراسات)، يمكننا أيضاً استخدام المفهوم المثير (للأنا الأسطوري) عند الموسيقي بوريس سشلو زير للحديث عن موسيقى ج.س.باخ وليس عن الموسيقي ج.س. باخ طرق الوصول ونموذج الدراسة: التحليلاات النفسية الأدبية.

*- المستقبل ® المستوى الأول (R1):

يتعلق الأمر بقارئ واضح، وجمهور قارئ، وقراءة، ونحتاج إلى علم الاجتماع الوصفي الكمي من أجل فهم ظواهر القراءة العامة (الذوق، الكثرة، الممارسات المختلفة، والاشتراكات....)، ومافعله علم الاجتماع الأدبي لإسكاربيت مثلاً .

المتسوى الثاني (R2):

يتعلق الأمر بصورة القارئ، قارئ مفترض صممت له مادة نص معين: أدب غزلي وإن (خيال غزلي)، الذي لا نستطيع أن ندمجه مع الفرسان والسيدات (الحقيقيين)، والتاريخيين، وهذه فرضية نستطيع أن نصنع منها التاريخ، بالطريقة نفسها التي لا نستطيع فيها أن نخلط عقيدتهم بوصفهم طبقة ضمن حقل أدبي (R1) وخيالهم (R3) بعد المرور على نوعية المرسل إليه (R2).

* - الرسالة أوالنص (T) المستوى الأول (T1):

يتعلق الأمر بملاحظة آثار الحضور الاجتماعي وعلاماته ضمن الرسالة النصية، وهذا جانب من دراسة العلاقات المعقدة بين النص والمجتمع، هذا يعني أيضاً الثقافة.

المستوى الثاني (T2):

مكان التحليل النصي ووقته، هذا التحليل بنيوي غالباً تقريباً،وسيميائي أيضاً، أو شامل لدراسة خطة فاعلة. T2 هو في الواقع أحد الأماكن الأكثر (استخداماً)، في النشاط النقدي الأدبي، يمثل الاتفاق بين T1 وT2 المشروع الاجتماعي للوسيان غولدمان الذي طرح مبدأ التماثل بين البنيات الاجتماعية (t1) والبنيات النصية (T2).

المستوى الثالث (T3):

مكان دراسة الموضوعات، والموضوعاتية نحن نعرف أننا لا نستطيع دراسة T3 دون امتلاك رؤية واضحة عن T2، ونذكر بأن كل موضوع هو عنصر مُشكِّل للنص.

*- النموذج (M): المستوى الأول (M1):

سنتحدث، مثلما رأينا سابقاً في الفصل السابع عن المعايير الاجتماعية التي تنمذج النص، ويمكن تسمية مجموع هذه المعايير (أيديولوجيا).

المتسوى الثاني (M2) :

مما لاشك فيه أنه كان قد عرف (الجنس) أو بصورة أكثر توسعاً الشكل الذي له أيضاً جزء مرتبط بـ T2.

المستوى الثالث (M3):

أو النموذج الرمزي الذي أعطي له، في حالة علم الصورة (انظر الفصل الرابع) مضمون ممكن (المواقف الثلاثة الأساسية التي تتحكم بكتابة الغيرية. ربما يختلط (M3) مع البلاغة وصورها التي تنمذج النص، شرط قبول أن لاوجود للصورة دون مادة. سنعود إلى بداية الفصل للالتقاء ثانية برولان بارت الذي ظن أنه أعاد الاعتبار للبلاغة القديمة التي بدت له (كشكل للعالم).

بالإضافة إلى ذلك، وفي مقالة منشورة في مجلة (اتصالات عدد /16)، جعل بارت من البلاغة (القديمة) (عقيدة للشكل)، و(اجتماعية) (التي أمكن باسمها تعريف تاريخ آخر، واجتماعية أخرى، دون هدم تواريخ واجتماعيات أخرى معروفة في مستويات أخرى).

اللوحة المطروحة بهذا الشكل تسمح بتتبع أثر بعض المسارات العرضانية الملخصة سابقاً، وبعض مبادئ القراءات.

لقد رأينا أن (T1-T2) مثلت مقاربة لوسيان غولدمان. يمكن القول إن القراءة التحليلية النفسية تتطلب مسار E3 نحو E1 (السيرة الضرورية كبرهان)، وكذلك أيضاً في حالة النقد النفسي عند شارل مورون الأخذ في الحسبان للعلاقات بين (E3 و T3)، والربط بين الأنا العميق والموضوعاتية المتواترة والمسيطرة. نختم ذلك أن المقاربة المقارنة، والأدبية بصورة أكثر اتساعاً تدين نفسها إذا مارست المقاربات الجزئية، وإذا فضلت مستوى، أو بالأولى خانة ضمن اللوحة.

لنحدد أخيراً أن ما أسميناه غالباً المستوى الثالث (أُخذ المهفوم من المؤرخين) هو هنا محدد في طبيعته ووظيفته.

يقيم الخيال الاجتماعي (المستوى الثالث) الذي ذكر سابقاً علاقات معقدة مع المستوى الأول، وهذا مايجعل كل تقديم مسطح غير مفيد: هذه لوحة دائرية من المناسب توضيحها: يتمفصل مجموع E3 - R3 - T3- M3 مع E1- R1- T1- M1، وأحياناً بصورة تنازعية (E3 مقابل E1، وأيضاً R1-T1 أو M1 مثلاً، وإما أن يكون- الأنا العميق في نزاع مع دعاوي المجتمعات ومعاييرها)، إن تمفصل المستوى الثالث والمستوى الأول وتداخلهما هو الذي يشكل ما استطعنا تسميته (بالتأمل الرمزي) للأدب، وخاصة مع T3 (الموضوعاتية) التي تقدم للمجتمع خيالاً (مبنياً عبر T2) وكذلك أيضاً نماذج ستعيد تشكيل خيالنا وترسمه: كيف ستكون معرفتنا المباشرة، الحساسة للقرن العشرين دون بلزاك، وبيتهوفن، ودولا كروا؟

هذه هي الوظيفة الوسيطة للأدب والفن بصورة عامة (انظر سابقاً خاتمة الفصل السادس)، أو أيضاً الوظيفة المؤسِسة للأدب (أو للفن)، فيما يقيمه ويؤسسه من نظام جديد للأشياء عبر النصوص.

تبقى الإشارة إلى جانب ثالث وأخير لما أمكننا تحديده كنظرية للأدب، مأخوذة من وجهة نظر مقارنية، بعد المقاربة المخصصة للأشكال (انظر الفصل السابع) والمقاربة التاريخية والنظرية للمنظومة الأدبية، يجب التصدي للعلاقات التي تقيمها المنظومة الأدبية مع المنظومات الأخرى، خاصة المنظومات الفنية.