فقال لي قد خرج هذا الرجل- يعني محمد بن عبد الله ابن حسن- وقلت أبياتاً فاعرفها وأحفظها:
"أخبرنا أبو القاسم الزجاجي": أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن عرفه قال حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن المفضل عن أسباط عن السدى قال: روي عن ابن عباس في قول الله عزّ وجلَّ"أم حسبت أنَّ أصحاب الكهف والرَّقيم كانوا من آياتنا عجبا" قال: إنَّ الفتية لما هربوا من أهلهم خوفاً على دينهم ففقدوهم فخبروا الملك خبرهم، فأمر بلوحٍ من رصاصٍ فكتب فيه أسماءهم وألقاه في خزانته وقال إنَّه سيكون له شأنٌ فذلك اللوح هو الرقيم.
"أخبرنا أبو القاسم الزجاجي رحمه الله": اعلم أنَّ في الرقيم خمسة أقوالٍ أحدها هذا الذي روي عن ابن عباسٍ رحمه الله أنه لوحٌ كتب فيه أسماؤهم والآخر أنَّ الرقيم هو الدواة. يروى ذلك عن مجاهدٍ، وقال: هو بلغة الروم والثالث أنَّ الرقيم القرية وهو يروى عن كعبٍ. والرابع أنَّ الرقيم الوادي والخامس ما روي عن الضحاك وقتادة أنهما قالا: الرقيم الكتاب وإلي هذا يذهب أهل اللغة، ويقولون هو فعيل بتأويل مفعولٍ. يقال رقمت الكتاب أي كتبته، فهو مرقومٌ ورقيمٌ كما قال عزَّ وجلَّ "كتابٌ مرقومٌ".
"أخبرنا": أبو بكر محمدٌ بن دريدٍ قال أخبرنا أبو حاتمٍ السَجْسَتَانيّ عن أبي عبيده عن العتبي عن أبية عن جده. قال: ولى معاوية بن أبى سفيان روح بن زنباعٍ عملاٌ، فبلغته عنه خيانةٌ فصرفه وأمره بالقدوم عليه ففعل، فأمر بضربه فلما أخذته السياط قال نشدتكَ الله يا أمير المؤمنين أن تهدم منى ركناً أنتَ بنيته، أو تضع مني خسيسةً أنت رفعتها، أو تشمت بي عدواً أنتَ وقصته وبالله إلا أتى حلمك على جهلي، وعفوك على إفساد صنائعك. فقال معاوية: إذا الله سنَّى حلَّ عقدٍ تيسراً، خليَّا عنه.
"أخبرنا": أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قال أخبرنا أحمد بن يحيى ثعلبٍ عن عمرو بن شبة. قال:تزوج الحسن بن علي رضوان الله عليهما خولةَ بنت منظورٍ بن زبانَ، فأقامت عنده حولاً لا تكتَحل ولا تتزين حتى ولدت له ابناً، فدخل عليها وقد تزينت، فقال ما هذا? قالت خفت أن أتزين وأتصنع فيقول النساء تجملت فلم تر عنده شيئاً، فأما وقد جاء هذا فلا أبالي. فلمَّا مات الحسن جزعت عليه جزعاً شديداً. فقال أبوها منظورٌ:
"أخبرنا": عبد الله بن مالكٍ قال أخبرنا الزبير بن بكارٍ عن عمه قال: مات لعلي بن عبد الله ابنٌ فجزع عليه جزعاً شديداً، وامتنع من الطعام والشراب ثلاثاً وحجب عنه الناس، فلما كان اليوم الرابع خرج كاتبه إلى الحاجب وقال إئذن للناس، فقال إنه قد منعني من ذلك، قال إئذن لهم. فأذن لهم فدخلوا عليه وقعد الكاتب في طريقهم وقال لهم، عزّوا الأمير وسلوه، ففعلوا فلم يسله شيءٌ من قولهم، حتى دخل عليه عمرو بن حفْصٍ فقال: أصلح الله الأمير، عليكم نزل الكتاب فأنتم أعرف بتأويله، ومنكم رسول صلى الله عليه وسلم فأنتم أعلم بسنته، ولسنا نعلمك شيئاً نراك تجهله، ولكنَّا نذكرك. وهذه أبياتٌ قالها بعض من أصابه مثل ما أصابك: