قدمناه من قول من قال الحروف والحركات لم يسبق أحدهما الآخر، وحجته، وهو قول ظاهر.
اعلم أن ألقاب الحروف عشرة، لقبها بها الخليل بن أحمد في أول كتاب العين.
وهي ستة: الهمزة والهاء والحاء والعين والخاء والغين، هذه الحروف تخرج من الحلق، فنسبهن إلى الموضع الذي يخرجن منه، ولم يذكر الخليل معهن الألف، لأنها تخرج من هواء الفم، وتتصل إلى آخر الحلق.
وهما حرفان: القاف والكاف، سميا بذلك لأنهما منسوبان إلى اللهاة، واللهاة بين الفم والحلق.
وهي ثلاثة أحرف: الجيم والشين والضاد، سمين بذلك لأنهن نسبن إلى الموضع الذي يخرجن منه، وهو مفرج الفم، قال الخليل : الشجر مفرج الفم، أي مفتحه وقال غيره الشجر مجمع اللحيين عند العنفقة.
وهي ثلاثة أحرف: الصاد والسين و الزاي سموا بذلك لأنهن نسبن إلى الموضع الذي يخرجن منه، وهو أسلة اللسان، أي مستدقه.
وهي ثلاثة: الطاء والدال والتاء، سموا بذلك لأنهن يخرجن من نطع الغار الأغلى، وهو سفقه، فنسبن إليه.
وهي ثلاثة: الظاء والذال والثاء، سماهن بذلك الخليل ، نسبهن إلى اللثة، لأنهن يخرجن منها، واللثة اللحم المركب فية الأسنان.
ويقال لها الذلقية، باسكان اللام وفتحها، والذولقية، وهي ثلاثة: الراء واللام والنون، سماهن الخليل بذلك لأنهن ينسبن إلى الموضع الذي منه مخرجهن، وهو طرف اللسان، وطرف كل شيء ذلقه.
ويقال، وهي ثلاثة: الفاء والباء والميم، سموا بذلك لأنهن ينسبن إلى الموضع الذي منه مخرجهن، وهو بين الشفتين.
وهي ثلاثة: الواو والألف والياء، سموا بذلك لأنهن ينسبن إلى آخر انقطاع مخرجهن وهو الجوف، وزاد غير الخليل معهن الهمزة، لأن مخرجها من الصدر، وهو يتصل بالجوف.
وهي الجوفية، وتقدم شرحها.
وهي عشرة ، يجمعها قولك ( سكت فحثه شخص ) ومعنى الحرف المهموس أنه حرف جرى معه النفس عند النطق به ، لضعفه وضعف الاعتماد عليه عند خروجه ، فهو أضعف من المجهور ، وبعض الحروف المهموسة أضعف من بعض ، فالصاد ( والخاء أقوى من غيرهما ، لأن في ) الصاد إطباقاً وصفيراً واستعلاء ، وهن من صفات بالقوة ، والخاء فيه استعلاء ، وإنما لقبت هذه الحروف بالمهموسة لأن الهمس الحس الخفي الضعيف ، فلما كانت ضعيفة لقبت بذلك ، قال الله تعالى : فلا تسمع إلا همساً قيل هو حس الإقدام . ومنه قول أبي زبيد في صفة الأسد :
فباتوا يدلجون وبات يسري بصير بالدجى هاد هموس
وهي أقوى من المهموسة ، وبعضها أقوى من