عليها سلام الله من ذي صبابـة
مضى لي زمـان لو أخيّر بينـه
لقلـت: ذروني سـاعـة وبثينـة
مفلّجـة الأنيـاب لـو أن ريقهـا
إذا ما نَظَمْتُ الشّعْرَ في غير ذكرها
وآخر عهدٍ لي بها يوم ودّعـت
عشّية قالـت لا تضيعنّ سرّنـا
وطرفـك إما جئتنـا فاحفظنّـه
وأعرض إذا لاقيت عينا تخافها
فإنك إن عرّضت بي في مقالـة
وينشر سرّاً في الصديق وغيره
وما زلت في إعمال طرفك نحونا
لأهليَ حتى لامنـي كل ناصـح
وقطّعني فيك الصديـق ملامـة
وما قلـت هذا فاعلمـنّ تجنّبـا
ولكنني -أهلي فـداءك- أتقـي
وأخشى بني عمّي عليـك وإنما
وأنت امرؤ من أهل نحد وأهلنا
غريـب إذ ما جئت طالب حاجة
وقد حدّثوا أنا التقينا على هوى
فقلت لها: يا بثن أوصيت حافظا
فإن تك أم الجهم تشكي ملامـة
سأمنح طرفي حين ألقاك غيركم
وأكني بأسمـاء سـواك وأتقي
فكم قد رأينـا واجـدا بحبيبـه
إذا خافيبدي بغضه حين يظهر