{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ
الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن
يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}([1]).
وحتى لو كانت هذه القدرة العلمية عبارة عن
كشف أسرار بعض السنن الحاكمة على غيرها مما
هو أضعف منها..
ومن جهة أخرى، فإن الولاية التكوينية،
ليست من العقائد التي تطلب على كل حال.. لكن
لا مانع من أن يعتقد الإنسان بها استناداً
إلى أدلة ثبوتها، المستقاة من القرآن
الكريم، ومما ثبت عن أهل البيت عليهم
السلام.. ونحن نحيل السائل الكريم ـ ليطلع
على تصورنا لبعض آفاقها ـ إلى إجابة سابقة
لنا على سؤال مشابه موجود في هذا اللقاء..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مزاح حول الولاية التكوينية
السؤال(571):
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسنتم موفقين، وأكمل الصلاة وأتم السلام
على خيرة الخلق وصفوة الأنام محمد المصطفى
وعلي المرتضى وآلهما الطيبين الطاهرين..
واللعنة الدائمة المتواترة على أعدائهم
ومنكري حقوقهم والمشككين بفضائلهم،
ومظلوميتهم، ومن أعانهم ويعنيهم على ذلك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 11/
ولو بمدة قلم أو حرف من الكلم من الأولين
والآخرين لاسيما المعاصرين، لعنةً يستغيث
منها أهل سقر وسكان سجين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتقبل
الله أعمالكم.
نحن مجموعة من الإخوة كنا نعيش التوافق
والانسجام وخاصة أن التشيع في تونس ما زال
عوده طرياً ولم يشتد بعد، ولكن دخلنا في
إشكلات عدة وهي:
بعض الإخوة يصفون الذي يؤمن بالولاية
التكوينية وعلم الأئمة و.. و.. بأنه خراساني
أو تبريزي، أو هو من الذين يتبعون الشيخ
الكوراني الخرافي..
كيف يتم الرد؟ وهل من نصيحة؟.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام
على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فإن ما ذكرته من وصف إخوانك من يؤمن
بالولاية التكوينية، وعلم الأئمة، و.. و..
بأنه خراساني، أو تبريزي، أو ما إلى ذلك..
هو في اعتقادي أسلوب ملاطفة، ومزاح، وليس
بالأمر الذي ينبغي أن يشكل عقدة في
العلاقات، ولا عائقاً أمام بحث المسائل
بروح علمية، وبمسؤولية، ودقة، وأناة..
كما أن من الواضح: أن الناس قد لا يتمكنون
من الاتفاق على
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 12/
جميع القضايا.. فلا بد من أن يتسع الصدر،
ومن التهيؤ لقبول الاختلاف موقتاً.. إن كان
لا يصل الأمر إلى حد الإخلال بالتوجه
العقيدي العام، أو يسري الخلل إلى المسائل
الأساسية والحساسة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
آصف بن برخيا والولاية التكوينية
السؤال(572):
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفقكم الله لخدمة المذهب والدفاع عن
العقائد الحقة..
هناك من يذكر بأن إتيان آصف لعرش بلقيس لم
يكن من فعله، وإنما من دعاء الله، ويذكر أن
الروايات صرحت بذلك. فما صحة هذا القول؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام
على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
ليعلم قبل كل شيء أن أحداً لا يدَّعي: أن
آصف بن برخيا قد جاء بالعرش بقدرته
الذاتية.. بل بإقدار من الله تعالى، وفق ما
نوضحه فيما يلي:
1 ـ إن آصف هو الذي تبرع بالإتيان بالعرش،
حين قال النبي سليمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 13/
عليه السلام: {أَيُّكُمْ يَأتِينِي
بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأتُونِي
مُسْلِمِينَ}([2]).
وهذا معناه: أنه واثق من قدرته على إنجاز
هذا المهم..
2 ـ إنه قد نسب الإتيان بالعرش إلى نفسه،
وحدد له زماناً..
3 ـ إن الله تعالى قد وصف آصف بأنه: عنده
علم من الكتاب، فقال سبحانه: {قَالَ
الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ
أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ
إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ
مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ
فَضْلِ رَبِّي}([3]).
ولم يصفه بالزهادة، ولا العبادة، فلم يقل: