تنقیح فی شرح العروة الوثقی

السید ابوالقاسم الخوئی

جلد 1 -صفحه : 550/ 240
نمايش فراداده

ما استدل به على أن الغروب هو ذهاب الحمرة المشرقية والجواب عنه

انها هل تدل على شيء منها ؟ و ان المعين على تقدير الدلالة هو الاخذ بها أو لابد من الاخذ بما دل على خلافها من الاخبار المعارضة لها ؟ فمما استدل به على أن الغروب هو ذهاب الحمرة المشرقية عن قمة الرأس ما رواه الكليني بأسانيد متعددة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا غابت الحمرة من هذا الجانب يعني من المشرق فقد غابت الشمس من شرق الارض و غربها ( 1 ) فقد دلت على أن الغروب هو غيبوبة الشمس ، و هي انما تتحقق بزوال الحمرة عن ناحية الشرق و قمة الرأس .

و يدفعه : أن الرواية لا دلالة لها على القول الاشهر لدلالتها على أن غيبوبة الحمرة من المشرق تكشف عن غيبوبة الشمس عن شرق الارض و غربها ، فان المراد بالمشرق هو النقطة التي تطلع منها الشمس فحسب - لا ناحية المشرق - في مقابل المغرب و هو النقطة التي تدخل فيها الشمس تحت الافق ، فالمشرق بمعنى محل الشروق كما أن المغرب بمعنى محل الغروب و يؤيده التعبير عن المشرق بمطلع الشمس في بعض الروايات ( 2 ) .

و حيث أن المشرق مطل على المغرب لانه مقتضى كروية الارض و قد وقع التصريح به في رواية علي بن أحمد بن أشيم الآتية فيدل ارتفاع الحمرة عن نقطة المشرق على دخول الشمس تحت الافق ، إذا ليست في الرواية دلالة على أن ذهاب الحمرة عن قمة الرأس أو عن تمام ناحية الشرق كاشف عن الغروب ، و انما تدل على أن ارتفاع الحمرة من خصوص النقطة التي خرجت منها الشمس عند الطلوع - لا ذهابها عن قمة الرأس


1 - المروية في ب 16 من أبواب المواقيت من الوسائل .

2 - راجع ب 16 من الحديث 10 من أبواب المواقيت من الوسائل .