كما = ك + ما. الكاف للتشبيه بمعنى (مِثْل)، و(ما) مَصْدريَّة، فيكون: (كما) بمعنى (مِثْلما).
وكثيراً ما توضع هذه الأداة في غير موضعها. وفيما يلي نماذج من أفصح الكلام وفصيحه، تبيّن استعمالها الصحيح.
أ - فهي تقع بين فِعلين متماثلين، كقوله تعالى: ?فاصْبِر كما صَبَرَ أولو العَزْم من الرُّسُل?. ?فإنهم يَألمون كما تألمون?.
وجاء في الدعاء المأثور عن النبي العربي عليه الصلاة والسلام: (اللهم صَلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صَلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم).
ب- وتقع بين فِعلين مختلفين. ففي التنْزيل العزيز: ?فاسْتَقِمْ كما أُمِرْت?؛ ?لقد جِئتُمونا كما خلقناكم أول مرة?.
تَحَدَّثْ / تَصَرَّفْ... كما يجب!
ج- وتدخل على الجمل الفعلية، نحو: كما تَدينُ تُدان (مَثَلٌ سائرٌ).
وحين يروي مسلمٌ حديثاً عن النبي عليه الصلاة والسلام، ويخشى أن يكون أخطأ في الرواية، يختم كلامه بالعبارة: (أو كما قال).
د- وتدخل على الجمل الاسمية، نحو: أخي جريءٌ كما أخوك جريء؛ ما عندي كما عند أخي؛ ... أما الدَّيْن القديم فباقٍ كما هو!
جاء في (لسان العرب /مثل): "والعرب تقول: هو مُثَيْل هذا، يريدون أن المُشَبَّه به حقير، كما أن هذا حقير."
وقال مصطفى صادق الرافعي (إعجاز القرآن /14): "... إذ يكون (أي القرآن) في إعجازه مَشْغَلَةَ العقل البياني العربي في كل الأزمنة...، كما أنه مشغلة الفكر الإنساني إذا أُريدَ دَرْسُ أسمى نظامٍ للإنسانية."
ومن هذا القبيل قوله تعالى: ?إنه لَحَقٌّ مِثْلما أَنّكم تنطقون?.
هـ- وتأتي أحياناً للتعليل: ?واذكروه كما هداكم? أي لأَِجْلِ (بسبب) هدايته لكم.
?فاذكروا الله كما عَلّمكم ما لم تكونوا تعلمون?،
?...وقُل ربِّ ارحمهما كما رَبَّياني صغيراً?.