أ ) فإنْ كان ماضياً لفظاً ومعنىً، فالواجب اقترانه بالفاء على تقدير (قد) قبله، كقوله تعالى: ?إنْ كان قميصه قُدَّ من قُبُلٍ فصدقت?. أي: فقد صدقت.
ب ) وإنْ كان ماضياً في لفظه (أو حُكْمه) مستقبلاً في معناه، غير مقصود به وعدٌ أو وعيد، امتنع اقترانه بالفاء، نحو:
· ?إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم?.
· آية المنافق ثلاثٌ: إذا حَدَّثَ كذَب، وإذا وَعَدَ أخْلف، وإذا اؤْتُمِنَ خان. (حديث شريف).
· إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمِئتَ، وأيُّ الناس تصفو مشاربه؟
(بشار بن برد)
· إذا أمكن استعمال الضمير المتصل، لم يَجُزْ استعمال الضمير المنفصل؛ تقول (سافرتُ) لا (سافَرَ أنا!).
· وإن رأَوْني بخيرٍ ساءهم فرحي وإنْ رأوني بِشَرٍّ سَرَّهم نكدي
(الإمام الشافعي)
ج- وإنْ قُصِد بالماضي الذي معناه المستقبل وعدٌ أو وعيد، جاز اقترانه بالفاء على تقدير (قد)، إجراءً له مُجْرى الماضي لفظاً ومعنىً، للمبالغة في تَحقُّق وقوعه، وأنه بمنزلة ما وقع. ومنه قوله تعالى: ?ومَنْ جاء بالسيئة فَكُبَّتْ وجوههم?؛ وجاز عدم اقترانه مراعاةً للواقع، وأنه مستقبل في حقيقته وليس ماضياً، نحو:
ويندرج تحت الوعد والوعيد ما كان غير صريح في أحدهما، ولكنه ملحوظ في الكلام، مرادٌ منه، فيدخل الدعاء بنوعيه (الخير والشرّ). فمن الدعاء بالخير قول الشاعر:
ومن الدعاء بالشرِّ: